القسم الثاني: تفسير الإمام ابن أبي العز، ويشمل السور والآيات التالية
سورة الفاتحة
[قوله تعالى] :﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ١… ﴿الدِّينِ﴾ الجزاء٢، يقال: كما تدين تدان. أي: تُجازي تُجازى… قال تعالى: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ٣ ﴿جَزَاءً وِفَاقاً﴾ ٤ ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ ٥ ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ٦ ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ٧٨.
[قوله تعالى] :﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ ٩ إذا هداه هذا الصراط، أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة. لكن الذنوب هي لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الطعام والشراب، ليس كما يقوله بعض المفسرين: إنه
٢ انظر تفسير القرآن، للسمعاني (١/٣٧)، وجامع البيان (١/١٥٥)، وتفسير ابن أبي حاتم (١/١٩). وقد ذكر ابن عطية في المحرر الوجيز (١/٧٢، ٧٣) أن "الدين" يجيء في كلام العرب على أنحاء، منها ما ذُكر هنا. قال: وهذا الذي يصلح لتفسير قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.
٣ سورة السجدة، الآية: ١٧.
٤ سورة النبأ، الآية: ٢٦.
٥ سورة الأنعام، الآية: ١٦٠.
٦ سورة النمل، الآية: ٨٩، ٩٠.
٧ سورة القصص، الآية: ٨٤.
٨ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٦٠٠).
٩ سورة الفاتحة، الآية: ٦، ٧.