سورة الأحقاف
قال تعالى: ﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ ١ أي: متقدم في الزمان٢.
قوله تعالى: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى الاّ مَسَاكِنُهُمْ﴾ ٣ مساكنهم شيء، ولم تدخل في عموم كل شيء دمرته الريح؛ وذلك لأن المراد: تدمر كل شيء يقبل التدميرَ بالريح عادة، وما يستحق التدمير٤.

١ سورة الأحقاف، الآية: ١١.
٢ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٧). ونحو هذا التفسير في جامع البيان (٢٢/١٠٩)، والمحرر الوجيز (١٥/١٦)، والبحر المحيط (٨/٥٩).
٣ سورة الأحقاف، الآية: ٢٥.
٤ شرح العقيدة الطحاوية، ص (١٨١). وكون الآية من العام المراد به الخصوص قاله جماعة من المفسرين، منهم ابن عطية في المحرر الوجيز (١٥/٣٤)، وابن جزي في التسهيل (٤/٧٩)، والثعالبي في الجواهر الحسان (٤/٢١٣).

سورة الفتح
أجابوا عن الاستثناء الذي في قوله تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ ٥ بأنه يعود إلى الأمن والخوف، فأما الدخول فلا شك فيه. وقيل: لتدخلن جميعكم أو بعضكم؛ لأنه علم أن بعضهم يموت.
وفي كلا الجوابين نظر٦، فإنهم وقعوا فيما فروا منه، فأما الأمن والخوف فقد أخبر أنهم يدخلون آمنين - مع علمه بذلك - فلا شك في الدخول، ولا في الأمن، ولا في دخول الجميع أو البعض، فإن الله قد علم من يدخل فلا شك فيه
٥ سورة الفتح، الآية: ٢٧.
٦ انظر روح المعاني (٢٦/١٢١) ففيه أن بعض الأئمة قد اعترض على هذا التوجيه.


الصفحة التالية
Icon