سورة المزمل
اختلف المفسرون في قوله تعالى: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ ١على قولين. أحدهما: أن المراد القراءة في الصلاة. والثاني: أن المراد القراءة نفسها٢. وهذا القول أظهر بدليل عطف الصلاة عليها - في آخر الآية - بقوله: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ ٣.

١ سورة المزمل، الآية: ٢٠.
٢ ذكر القولين الماوردي في النكت والعيون (٦/ ١٣٣).
٣ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (١٨٠) تحقيق عبد الحكيم. وما رجحه المؤلف قوي جداً، وهو ظاهر القرآن.

سورة المدثر
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ ٤ من أوّل ما نزل من القرآن بمكة حين أُمر بالإنذار، لما آتاه الملك بالرسالة، وهو في غار حراء، فرجع إلى أهله وهو يقول دثروني، فنزل٥ ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ ٦ قال أهل التفسير: قم فأنذر كفار مكة ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ أي: فعظمه عما تقوله عبدة الأوثان٧ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ قال قتادة ومجاهد: نفسك فطهر من الذنب، فكنى عن النفس بالثوب. وهو قول
٤ سورة المدثر، الآيات: ١-٣.
٥ أخرج سبب نزول الآيات الإمام البخاري في صحيحه ـ مع الفتح ـ برقم (٤٩٢٥)، والإمام مسلم في صحيحه برقم (١٦١).
٦ سورة المدثر، الآيات: ١-٥.
٧ ما ذكره في معنى الآيتين قاله البغوي في معالم التنزيل (٤/ ٤١٣) ونحوه في جامع البيان (٢٤/ ٩)، وتفسير القرآن للسمعاني (٦/ ٨٩).


الصفحة التالية
Icon