وكانت في عجز الشتاء.
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) تقدم تفسير هذا قريباً في هذه السورة، ثم لما فرغ سبحانه من ذكر قصة هود وقومه، ذكر قصة صالح وقومه وكانوا يسكنون الحِجر فقال:
(كذبت ثمود الرسلين) المراد بهم صالح ففي التعبير عنه بالجمع ما تقدم، وثمود اسم قبيلة سميت باسم أبيها، وهو ثمود جد صالح، ولذا قال:
(إذ قال لهم أخوهم) نسباً (صالح) لاجتماعه معهم في الأب الأعلى وعاش صالح من العمر مائتين وثمانين سنة، وبينه وبين هود مائة سنة: (أَلَا تَتَّقُونَ *)
(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) قد تقدم تفسيره في قصة هود المذكورة قبل هذه القصة.
(أتتركون فيما هاهنا آمنين) الاستفهام للإنكار التوبيخي، أي لا تظنوا ولا ينبغي لكم أن تعتقدوا أنكم تتركون في الدنيا متقلبين في هذه النعم، التي أعطاكم الله، آمنين من الموت أو العذاب، باقين في الدنيا. ولما أبهم النعم في هذا فسرها بقوله:
(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ) ذكر النخل مع دخوله تحت الجنات لفضله على سائر الأشجار، أو لأن المراد بها غيره من الأشجار، وكثيراً ما يذكرون الشيء الواحد بلفظ يعمه وغيره كما يذكرون النعم ولا يقصدون إلا الإبل، وهكذا يذكرون الجنة ولا يريدون إلا النخل. وهو اسم جمع، الواحدة نخلة، وكل اسم جمع كذلك يؤنث ويذكر، وأما النخيل بالياء فمؤنثه اتفاقاً.
(طلعها هضيم) أول ما يطلع من الثمر، وبعده يسمى خلالاً، ثم