سن الشيخوخة، ويقوى الضعف إلى ما شاء الله تعالى.
(يخلق ما يشاء) من جميع الأشياء، ومن جملتها القوة والضعف، والشباب والشيبة، في بني آدم (وهو العليم) بتدبيره وأحوالهم (القدير) على خلق ما يريده وتغييرهم، وهذا الترديد في الأحوال أبين دليل على الصانع القادر.
(ويوم تقوم) أي: توجد وتحصل (الساعة) أي: القيامة، وهي النفخة الثانية، وسميت ساعة لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا، أو لأنها تقع بغتة (يقسم المجرمون) أي: يحلف المشركون والكافرون المنكرون للبعث بأنهم (ما لبثوا) في الدنيا، قاله الخطيب، والكشاف، والقاضي (١) أو في قبورهم، قاله مقاتل والكلبي.
(غير ساعة) فيمكن أن يكونوا استقلوا مدة لبثهم، واستقر ذلك في أذهانهم، فحلفوا عليه، وهم يظنون أن حلفهم مطابق للواقع، وقال ابن قتيبة: إنهم كذبوا في هذا الوقت، كما كانوا يكذبون من قبل، وهذا هو الظاهر لأنهم إن أرادوا لبثهم في الدنيا، فقد علم كل واحد منهم مقداره، وإن أرادوا لبثهم في القبور فقد حلفوا على جهالة أن؟ كانوا لا يعرفون الأوقات في البرزخ.
(كذلك) الصرف (كانوا يؤفكون) أي: يصرفون ويقولون: ما هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين، يقال: أفك الرجل إذا صرف عن الصدق والحق. وقيل: المراد يصرفون عن الحق، وقيل: عن الخير، والأول أولى، وهو دليل على أن حلفهم كذب.
_________
(١) يعني بالقاضي الإمام الجهبذ أبو بكر بن العربي في كتابه " أحكام القرآن ".
(وقال الذين أوتوا العلم والإيمان) اختلف في تعيين هؤلاء، فقيل: الملائكة، وقيل: الأنبياء، وقيل: علماء الأمم، وقيل مؤمنو هذه الأمة، ولا مانع من الحمل على الجميع. قالوا رداً على هؤلاء الكفرة وتكذيباً لهم:


الصفحة التالية
Icon