فى قلوبهم مرض
ومع ذلك لم تكن هذه الآية هى كل ما فى الموضوع، بل كان هناك غيرها، يشاركها فى تأثيرها.
وأعنى بها قوله تعالى
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ ٧ (١)
وقد كان سبب نزول الآية نقاشا دار بين النبى عليه الصلاة والسلام، وبين وقد نصارى نجران، فى شأن عيسى عليه السلام، كانت نتيجته إفحامهم، فلجئوا إلى الجدال والمراء فقالوا: ألست تقول إنه من روح الله وكلمته؟ قال:
بلى، قالوا: هذا حسبنا.. فنزلت الآية تندد بهم لوقوفهم- خدمة لهواهم- عند ما ورد فى القرآن من أنه روح الله وكلمته، غير ناظرين إلى الآيات الأخرى المحكمة التى تبين حقيقة عيسى عليه السلام، مثل قوله: «إن هو إلا عبد أنعمنا عليه» فى سورة الزخرف المكية، وغير ذلك من الآيات التى تبين حقيقة ولادته وبشريته مثل «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ.. » (٢).
ونلاحظ أن الآية توجه حملتها على الذين يعمدون إلى الألفاظ المتشابهة..
مثل هؤلاء.. فيؤولونها حسب هواهم، بقصد إثارة الفتنة.. وابعاد الناس

(١) أوائل سورة عمران.
(٢) سورة مريم الآية ٣٠.


الصفحة التالية
Icon