مقدمة المحقق
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق وصدق، نسأل الله برها وبركتها، وأن يجعلها من خير وآخر أعمالنا.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد...
فإن كتاب المكرر من أجل وأعظم كتب القراءات، لأنه يمتاز بأسلوب فريد في تنظيم مادته العلمية مع عدم التكرار والحشو، وقد لاحظت فيه عدم بدء مادته العلمية بالأصول كالإدغام، وهاء الكناية، والمد والقصر، والهمزتين، والإظهار، والراءات واللامات وغيرها، فقد بدأ مادته العلمية بالاستعاذة والبسملة ثم أخذ في فرش الحروف في كل سور القرآن، والعلة من ذلك أن كتب القراءات على تنوعها ملئت بالأصول فقد ترك ذلك وتعرض له أثناء الفرش دون أن يفرد له مكانا، وقد لاحظت أيضا أن الكتاب يتعرض للأوجه التي بين السور، وهذا في الكتب النادرة، رغم أن كثيرا من الأئمة قد كتب في الأوجه التي بين السور: كالحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي. والأستاذ أبي حفص عمر بن قاسم الأنصاري شيخ العلامة القسطلاني والأستاذ أمين الدين موسى والأستاذ أبي بكر المعروف بابن الجندي، وغيرهم من علماء القرون الوسطى. وتبعهم على ذلك من بعدهم من قرّاء الشرق والغرب، حتى أفرده بعضهم بالتأليف.
فلما وجدت أن الكتاب طبع منذ (٧٥) عاما أي في ١٩٣٥ م، ومادته العلمية جملة واحدة، فقد صح عزمي على تحرير نصه، وتنظيم مادته وتقسيمها إلى فقرات واضحة ليتم نشره ليعم الانتفاع به، وتوكلي في ذلك كله واعتمادي على الله، فهو نعم المولى ونعم النصير.


الصفحة التالية
Icon