باب: البسملة


أجمع القراء على البسملة في أوّل الفاتحة (١) سواء ابتدأ بها القارئ أو وصلها ب قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وأجمع القرّاء على ترك البسملة في أوّل براءة سواء ابتدأ بها أو وصلها بالأنفال، وكذلك اتفقوا أيضا على البسملة في ابتداء كلّ سورة غير براءة.
وأما الابتداء بالأجزاء فالقارئ بعد الاستعاذة مخير إن شاء بسمل بعد الاستعاذة وإن شاء اقتصر على الاستعاذة، وينبغي للقارئ على سبيل الأدب والهروب من بشاعة اللفظ أن يراعي الآية في الأجزاء فإذا كان المكان الذي يبتدئ منه في بشاعة بالقراءة بعد الاستعاذة فينبغي أن يبسمل بعد الاستعاذة مثلا أراد أن يقرأ من قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ، إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
وأما الوصل بين السورتين والفصل بينهما بسكتة لطيفة دون تنفس والبسملة بينهما وتركها، فالقراء اختلفوا في ذلك، فقالون وابن كثير وعاصم والكسائي يبسملون بين كلّ سورتين إلا بين براءة والأنفال، وافقهم حمزة في الفاتحة خاصة، ولا يبسمل فيما عدا الفاتحة بين كل سورتين، وكذلك باقي القراء، وهم:
ورش وأبو عمرو وابن عامر يوافقونه في الفاتحة على البسملة، وأما بين كل سورتين غير الفاتحة فلم يرد عنهم نص بالبسملة، ولكن يبسملون على سبيل الاستحباب، وأما الوصل والفصل فحمزة يصل بين كل سورتين، وورش وأبو عمرو وابن عامر اختلف عنهم في الوصل والفصل، فعلى هذا يكون لمن يبسمل بين كل سورتين قولا واحدا وهم:
(١) تعتبر البسملة أول آية من سورة الفاتحة، وهي جزء من آية في سورة النمل قال تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الآية (٣٠).


الصفحة التالية
Icon