ومثله: فتاب عليكم فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ أحسن مما قبله مَرْضى ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله مِنْ فَضْلِ اللَّهِ حسن، للفصل بين الجملتين، لأن الضاربين في الأرض للتجارة غير المجاهدين في سبيل الله ما تَيَسَّرَ مِنْهُ كاف وَآتُوا الزَّكاةَ جائز حَسَناً كاف، ومثله: أجرا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ حسن، آخر السورة: تامّ.
سورة المدثر مكية (١)
ست وخمسون آية، كلمها مائتان وخمسون كلمة، وحروفها ألف وعشرة أحرف.
فَأَنْذِرْ كاف، ثم كل آية بعدها كذلك إلى: فاصبر، وهو التامّ فِي النَّاقُورِ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت بعد غَيْرُ يَسِيرٍ تامّ، ولا وقف من قوله: ذرني إلى شهودا، فلا يوقف على: وحيدا لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على: ممدودا، لأن وَبَنِينَ منصوب عطفا على: مالا شُهُوداً حسن تَمْهِيداً كاف، وقوله: ثم يطمع ليس بعطف، بل هو تعجب وإنكار كقوله في سورة الأنعام ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
ـــــــــــــــــــــــــ
كاف، وكذا: في سبيل الله ما تَيَسَّرَ مِنْهُ تامّ حَسَناً كاف، قاله أبو حاتم، وهو عندي أتمّ مما قبله أَجْراً كاف وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ جائز، آخر السورة، تامّ.
سورة المدثر عليه الصلاة والسلام مكية قُمْ فَأَنْذِرْ كاف، وكذا: فكبر، وفطهر، وفاهجر، وتستكثر، وفاصبر غَيْرُ يَسِيرٍ تامّ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا تامّ، وأجازوا الوقف على: أن أزيد، ويبتدئ بكلا
مكي، شامي.