باب الاستعاذة


الباب: ما يتوصل للشيء منه (١)، وهو خبر مبتدأ محذوف (٢) أى: هذا باب الاستعاذة، وعليه كان المتقدمون.
والإضافة إما بمعنى [«فى»، أو] (٣) اللام التى للاستحقاق؛ كقولهم: (جلّ الفرس)، وكذا فى كل باب، وحذف المتوسطون المبتدأ، والمتأخرون بين حذف المضاف [وحذف] (٤) المضاف إليه. والاستعاذة: طلب العوذ، مصدر استعاذ بالله: طلب عصمته، من: عاذ [يعوذ] (٥) عوذا [وعياذا] (٦) وعياذة (٧)، وقدمها وضعا؛ لتقدمها حكما.
(١) فى م: منه للشيء.
(٢) فى د: حذف.
(٣) سقط فى م.
(٤) سقط فى م.
(٥) سقط فى د، ز، ص.
(٦) سقط فى د.
(٧) قال ابن منظور فى اللسان (عوذ): عاذ به يعوذ عوذا وعياذا ومعاذا: لاذ به ولجأ إليه واعتصم، ومعاذ الله أى عياذا بالله قال الله عز وجل: مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ أى: نعوذ بالله معاذا أن نأخذ غير الجانى بجنايته؛ نصبه على المصدر الذى أريد به الفعل. وروى عن النبى ﷺ أنه تزوج امرأة من العرب، فلما أدخلت عليه قالت: أعوذ بالله منك، فقال: لقد عذت بمعاذ، فالحقى بأهلك، والمعاذ فى هذا الحديث: الذى يعاذ به، والمعاذ بالله المصدر والمكان والزمان: أى قد لجأت إلى ملجأ، ولذت بملاذ، والله عز وجل معاذ من عاذ به، وملجأ من لجأ إليه، والملاذ: مثل المعاذ، وهو عياذى: أى ملجئى، وعذت بفلان واستعذت به: أى لجأت إليه، وقولهم: معاذ الله: أى أعوذ بالله معاذا؛ بجعله بدلا من اللفظ بالفعل لأنه مصدر، وإن كان غير مستعمل، مثل سبحان، ويقال أيضا: معاذة الله، ومعاذ وجه الله، ومعاذة وجه الله، وهو مثل: المعنى والمعناة والمأتى والمأتاة، وأعذت غيرى به، وعوذته به:
بمعنى. قال سيبويه: وقالوا: عائذا بالله من شرها؛ فوضعوا الاسم موضع المصدر. قال عبد الله السهمى:
ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا... وعائذا بك أن يغلوا فيطغونى
قال الأزهرى: يقال: «اللهم عائذا بك من كل سوء»: أى أعوذ بك عائذا. وفى الحديث: «عائذ بالله من النار»: أى أنا عائذ ومتعوذ، كما يقال مستجير بالله، فجعل الفاعل موضع المفعول، كقولهم: «سر كاتم»، و «ماء دافق». ومن رواه عائذا بالنصب، جعل الفاعل موضع المصدر، وهو العياذ. وطير عياذ، وعوذ: عائذة بجبل وغيره مما يمنعها. قال بخدج- يهجو أبا نخيلة-:
لاقى النخيلات حناذا محنذا... شرا وشلا للأعادى مشقذا
وقافيات عارمات شمذا... كالطير ينجون عياذا عوذا
كرر مبالغة، فقال: عياذا عوذا. وقد يكون «عياذا» هنا مصدرا. وتعوذ بالله واستعاذ، فأعاذه وعوذه. وعوذ بالله منك: أى أعوذ بالله منك. قال قال الشاعر:
قالت وفيها حيدة وذعر... عوذ بربى منكم وحجر
قال: وتقول العرب للشيء ينكرونه والأمر يهابونه: حجرا: أى دفعا، وهو استعاذة من الأمر.
وما تركت فلانا إلا عوذا منه- بالتحريك- وعوذا منه: أى كراهة. ويقال: أفلت فلان من فلان


الصفحة التالية
Icon