وأظهر لدى واع نبيل ضمانه | وفي الرّعد هل واستوف لا زاجرا هلا |
توضيح: القراء في لام هل وبل على ثلاث مراتب: منهم من أدغم في الجميع وهو الكسائي وحده ومنهم من أظهر الجميع وهم نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم ومنهم من أدغم في البعض وأظهر عند البعض وهم أبو عمرو وهشام وحمزة؛ أما أبو عمرو فإنه أدغم هل ترى بالملك والحاقة خاصة وأظهر عند البواقي خاصة، وأما هشام فإنه أظهر عند النون والضاد وعند التاء بالرعد خاصة وأدغم فيما سوى ذلك وأما حمزة فإنه أدغم في الثاء والسين والتاء وأدغم من رواية خلاد بخلاف عنه في الطاء من بل طبع في النساء.
باب اتفاقهم في إدغام إذ وقد وتاء التأنيث وهل وبل
إنما احتاج إلى ذكر اتفاقهم في هذه الكلمات لأنه قد وقع في بعضها اختلاف بين الرواة في الكتب المبسوطات غير هذا القصيد كإظهار دال عند التاء من طريق أبي حمدون والمروزي عن المسيبي نحو قد تبين وتاء التأنيث عند الدال فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ [الأعراف: ١٨٩]، ومحمد عنه في نحو فَآمَنَتْ طائِفَةٌ [الصف: ١٤]، والفضل بن شاهي عن حفص غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ [الكهف: ١٧]، والبرجمي عن أبي بكر لام بل وقل عند الراء نحو قوله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النساء: ١٥٨] وقُلْ رَبِّي أَعْلَمُ [الكهف: ٢٢]، كل هذا نقل فيه الإظهار.
ولما كان هذا ونحوه متفقا على إدغامه في هذا القصيد نبه عليه بقوله:
ولا خلف في الإدغام إذ ذلّ ظالم | وقد تيّمت دعد وسيما تبتّلا |
وقامت تريه دمية طيب وصفها | وقل بل وهل رآها لبيب ويعقلا |
من قل وبل وهل في الحرفين الأولين من الكلمتين اللتين بعدهن وهما الراء واللام من قوله رآها لبيب نحو قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ [الكهف: ٢٢] و (قل للذين هل لكم)، (بل لا يكرمون) [الفجر: ١٧] وبَلْ رَبُّكُمْ [الأنبياء: ٥٦]، وقوله: رآها بالقصر من غير همز ولبيب أي عاقل أي وهل رأى هذه الحسناء عاقل ويثبت عقله؟