سورة المجادلة
مدنية وآياتها ثنتان وعشرون
أهم مقاصدها:
بيان حكم ظهار الرجل من امرأته، بأَن يقول لها - مثلًا -: أنت عليَّ كظهر أمي، وأن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كتب الذين من قبلهم - أي: لعنوا مثلهم - وأَن لهم في الآخرة عذابًا مهينًا، وأَن الله تعالى يعلم جميع ما في السموات والأَرض، ومن ذلك أَنه يعلم السر والنجوى وبيان مصير الذين يتناجون بالإِثم والعدوان ومعصية الرسول صلي الله عليه وسلم، وأَن على المؤمنين إذا قيل لهم: تفسحوا في المجالس أَن يتفسحوا، وأَن الذين يتولون قومًا معادين الإسلام أعدَّ الله لهم عذابًا مهينًا، وأَن الله تعالى قضى بأَن يَغلب هو ورسله جميع أعداء الدين، وأن من يتركون مودة من يحادون الله ورسوله - ولو كانوا أقاربهم - أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه، وأنهم سيدخلون جنات تجري من تحتها الأنهار: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).
أسماء هذه السورة:
تسمي المجادلة، بكسر الدال، وفتحها، والكسر أشهر، وتسمى أيضا سورة (قد سمع) وسورة الظهار.
مناسبتها لها قبلها:
ختمت السورة السابقة بفضل الله، وافتتحت هذه بما هو من ذلك حيث سمع الله شكوى هذه المرأة، وأزال شكوي كربتها، بما بينه من حكم الظهار، وجاء في مطلع السورة السابقة ذكر صفات الله الجليلة، ومنها الظاهر والباطن، وأنه سبحانه ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾، وافتتح هذه السورة بذكر أنه تعالى سمع قول المجادلة التي شكت إليه تعالى، إلي غير ذلك من المناسبات.