عليه السلام، ذكرت في سورة الأعراف وفي طه والشعراء.. وغيرها لوجوه من الحكمة. منها التصرف في البلاغة من غير نقصان عن أعلى مرتبة، ومنها تمكين العبرة والموعظة، ومنها حل الشبهة في المعجزة، وذلك أن الأشياء على وجهين: منها مالا يدخل تحت الممكن فيه معارضة، ومنها ما يدخل تحت الممكن، فالأول كالتحدي بعدد يضرب في عدد فيكون منه خمسة وعشرون غير خمسة في خمسة وكذلك في قسمة المقادير أنه لا يخلو مقداران من أن يكون أحدهما أزيد من الآخر أو أنقص أو مساويا. فإذا قال قائل: هاتوا مثل هذه القسمة في غير المقادير قلنا لا يلزم ذلك لأنه لا يدخل تحت الممكن. وكذلك سبيل الجذور، ولو قال جذر مائة عشرة فهاتوا لها جذرا غير العشرة. وليس كذلك سبيل أعلى الطبقات في البلاغة لأن الذي قدر على أن يأتي بسورة آل عمران والذي قدر على المائدة هو الذي قدر على الإنعام، وهو الله عز وجل الذي يقدر أن يأتي بما شاء من مثل القرآن فظهور الحجاج على الكفار بأن أتى في المعنى الواحد بالدلالات المختلفة فيما هو من البلاغة في أعلى طبقة.

باب التضمين


تضمين الكلام هو حصول المعنى فيه من غير ذكر له باسم أو صفة هي عبارة عنه. والتضمين على وجهين: أحدهما ما كان يدل عليه الكلام دلالة الإخبار، والآخر ما يدل عليه دلالة القياس.
فالأول كذكرك الشيء بأنه محدث، فهذا يدل على المحدث دلالة الإخبار، والتضمين في الصفتين جميعا، إلا أنه على الوجه الذي بينا.


الصفحة التالية
Icon