بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي يحمده الأولون والآخِرون القائل في كتابه الكريم: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)﴾ والصلاة والسلام على الرسول الكريم، سيدنا محمد، المصطفى الصادق الأمين، وعلى آله وصبحه أجمعين.
أما بعد: فلما فرغت من تفسير الجزء السابع عشر من القرآن الكريم، بتوفيقه وتيسيره.. أخذت في تفسير الجزء الثامن عشر منه، مستمدًا منه الهداية وكل التوفيق في تفسير كتابه لأقوم الطريق، وها أنا أقول، وقولي هذا: فذلكة في سورة المؤمنين:
سورة المؤمنون
سورة المؤمنون مكية كلها عند الجميع، وقيل: إلا ثلاث آيات، وهي قوله: ﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ﴾ إلى آخرها، نزلت بعد سورة الأنبياء، وهي مئة وثماني عشرة آية (١)، وألف وثمان مئة وأربعون كلمة، وأربعة آلاف وثمان مئة حرف، وحرفان.
فضلها: ومن فضائلها: ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - ﷺ - إذا نزل عليه الوحي، يُسمع عند وجهه دويٌّ كدوي النحل، فأنزل الله عليه يومًا، فمكث ساعة، ثم سرى عنه، فقرأ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)﴾ إلى عشر آيات من أولها، وقال: "من أقام هذه العشر آيات.. دخل الجنة" ثم استقبل القبلة، ورفع يديه وقال: "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم أرضنا وارض عنا"
(١) الخازن.


الصفحة التالية
Icon