لجواب إذا المقدرة، وجملة (إذا المقدرة) مستأنفة استئنافا بيانيا لا محلّ لها من الإعراب. ﴿أَنَّهُ﴾. ناصب واسمه ﴿الْحَقُّ﴾ خبره ﴿مِنْ رَبِّهِمْ﴾ جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلّق بمحذوف حال من الحقّ، تقديره: حال كون ذلك الحقّ كائنا من ربّهم، وجملة ﴿أن﴾ من اسمها وخبرها في تأويل مصدر سادّ مسدّ مفعولي علم، تقديره: (فيعلمون كونه الحقّ من ربّهم).
﴿وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ﴾.
﴿وَأَمَّا﴾ الواو عاطفة ﴿أَمَّا﴾ حرف شرط وتفصيل ﴿الَّذِينَ﴾ مبتدأ، وجملة ﴿كَفَرُوا﴾ صلة الموصول ﴿فَيَقُولُونَ﴾ الفاء رابطة لجواب ﴿أما﴾، وجملة ﴿يقولون﴾ خبر المبتدأ، تقديره: (وأمّا الذين كفروا فقائلون ماذا أراد الله بهذا مثلا). والجملة الإسمية جواب ﴿أَمَّا﴾، لا محل لها من الإعراب، وجملة ﴿أَمَّا﴾ في محل النصب معطوفة على جملة أمّا الأولى ﴿ماذا﴾ ما: اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ ذا اسم موصول بمعنى: الذي، في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الإسمية في محل النصب مقول ليقولون ﴿أَرادَ اللَّهُ﴾ فعل وفاعل، والجملة صلة لذا الموصولة، والعائد محذوف تقديره: ما الذي أراده الله، وإن شئت قلت: ﴿ماذا﴾ اسم استفهام مركب في محلّ النصب مفعول به مقدم وجوبا لأراد الله، وجملة ﴿أَرادَ اللَّهُ﴾ في محلّ النصب مقول ليقولون؛ أي: يقولون: أيّ شيء أراد الله بهذا مثلا. ﴿بِهذا﴾ جار ومجرور، متعلّق بأراد ﴿مَثَلًا﴾ تمييز ذات لاسم الإشارة، منصوب به، ﴿يُضِلُّ﴾ فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر يعود على الله، ﴿بِهِ﴾ متعلّق بيضلّ، ﴿كَثِيرًا﴾ مفعول به، منصوب، والجملة الفعلية مستأنفة استئنافا بيانيا، جارية مجرى التفسير، والبيان للجملتين المصدّرتين بأمّا، وهي على هذا من كلام الله تعالى. وقيل: في محل النصب صفة لمثلا، تقديره: مثلا يفترق به الناس إلى ضالّين ومهتدين، وهي على هذا من كلام الكفار، وأجاز أبو البقاء أن تكون حالا من اسم الله؛ أي: مضلّا به كثيرا وهاديا به كثيرا. ﴿وَيَهْدِي﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله، معطوف على يضلّ


الصفحة التالية
Icon