﴿وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي﴾ أصله تشتريوا من اشترى، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، ثم حذفت الياء؛ لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وضمت الراء؛ لمناسبة الواو ﴿وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ﴾ وفي «المصباح» لبس الثوب من باب تعب لبسا بضم اللام، واللّبس بالكسر، واللباس ما يلبس، ولبست عليه الأمر لبسا، من باب ضرب خلطته. وفي التنزيل ﴿وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ﴾ والتشديد مبالغة. وفي الأمر لبس بالضم، ولبسة أيضا؛ أي: إشكال، والتبس الأمر أشكل، ولا بسته بمعنى خالطته. اه.
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ أصله: أقوموا بوزن أفعلوا، نقلت حركة الواو إلى فاء الكلمة الساكن، فسكنت الواو بعد كسرة، فقلبت ياء حرف مد ﴿الصَّلاةَ﴾ الألف فيه منقلبة عن واو، فأصله: صلوة بوزن فعلة، قلبت الواو ألفا؛ لتحركها بعد فتح ﴿وَآتُوا الزَّكاةَ﴾ والألف فيه أيضا منقلبة عن واو؛ لأنه من زكا يزكو، كنما ينمو وزنا ومعنى، فأصله: زكوة بوزن فعلة، قلبت الواو ألفا؛ لتحركها بعد فتح.
﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ﴾ الأمر طلب إيجاد الفعل، ويطلق على الشأن، والفعل منه أمر يأمر على وزن فعل يفعل، من باب نصر، وتحذف فاؤه في الأمر منه بغير لام، فتقول: مر زيدا، وإتمامه قليل أؤمر زيدا، فإن تقدم الأمر واو، أو فاء، فإثبات الهمزة أجود، وهو مما يتعدى إلى مفعولين أحدهما بنفسه، والآخر بحرف جر. ويجوز حذف ذلك الحرف، وهو من أفعال محصورة يحذف من ثاني مفعوليها حرف الجر جوازا تحفظ، ولا يقاس عليها. ذكره في «البحر» ﴿بِالْبِرِّ﴾ والبر الصلة، وأيضا الطاعة. قال الراجز:
لا همّ ربّ إنّ بكرا دونكا | يبرّك النّاس ويفجرونكا |
والبرّ بالكسر ثلاثة أقسام: برّ في عبادة الله، وبرّ في مراعاة الأقارب، وبرّ