يقال: حزن يحزن حزنا فهو حزين. وأحزنته وحزنته قيل: بمعنى، وقيل: أحزنته: جعلت له ما يحزن به. ويقال: أحزنته فهو محزون ولا يقال: محزن وإن كان الأصل كما جببته فهو مجبوب، وأصله من الأرض الحزنة أي الخشنة؛ يقال: أرض حزنة، وواد حزن ويضاده السهل. وقد حزن حزونة مثل سهل سهولة، ويضاد الحزن الفرح، وباعتبار الخشونة بالغم يقال: خشنت مصدره إذا حزنته.
قوله: ﴿ولا تحزن﴾ [الحجر: ٨٨] ليس بنهي عن تحصيل الحزن لأن ذلك لا يدخل على الإنسان باختياره إنما المراد عن تعاطي أسبابه كما أشار إليه من قال: [من الطويل]
٣٥٢ - ومن سره أن لا يرى ما يسوءه | فلا يتخذ شيئا يخاف له فقدا |
وعن بعضهم أنه نعى إليه أخوه فقال: سبقك بها غيرك. فقال المخبر: لم يعلم به أحد قبلي اقال: بلى قد أخبرتني بذلك. قوله: ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ [آل عمران: ١٨٥]. وقرئ ﴿لا يحزنك﴾ [المائدة: ٤١] من حزن وأحزن، وكذا كل مضارع إلا التي في الأنبياء حسبما بيناه في (العقد) وغيره.
فصل الحاء والسين
ح س ب:
الحسبان: الظن، قال تعالى: ﴿وتحسبهم أيقاظا﴾ [الكهف: ١٨]. وقد يجيء يقينا كقول الشاعر: [من الطويل]