باب الغين


فصل الغين والباء


ع ب ر:
قوله تعالى: ﴿إلا عجوزًا في الغبرين﴾ [الشعراء: ١٧١]. قيل: الغابر من الأضداد؛ يقال: غبر: مضى وذهب. وغبر: بقى. وقيل: الغابر: الماكث بعد مضي من معه. فقوله: ﴿إلا عجوزًا في الغابرين﴾ يعني فيمن طالت أعمارهم. وقيل: فيمن بقي ولم يسر مع قوم لوطٍ. وقيل: فيمن بقي في العذاب. وفي الحديث: «أن اعتكف العشر الغوابر في رمضان» أي البواقي المتأخرة ومن مجيء غبر بمعنى مضي قول الأعشي: [من السريع]
١١٢٥ - عض بما أبقى المواسي له من أمه في الزمن الغابر
أي غبر بمعنى بقي. قولهم: الغبرة: لبقية اللبن في الضرع. وجمعها أغبار. وغبر الحيض وغبر الليل: بقيتهما. ومنه في حديث عمرو بن االعاص: «ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي» هو جمع غبرة. وقال أبو عبيدٍ: الغبرات: البقايا، الواحد غبرة وغبر جمع غابرٍ، فهو جمع الجمع. وهو تكلف لم تدع إليه ضرورة، أخبر أنه لم تتول تربيته الإماء، كذا فسره الهروي. وفسره غيره بأنه لم تحمله الزواني في بقية حيضهن. وأنشد لأبي كبيرٍ الهذلي: [من الكامل]
١١٢٦ - ومبرأ من كل غبر حيضة وفساد مرضعةٍ وداءٍ مغيل
ومن ذلك الغبار: لما يبقى من التراب المثار، جاء على مثال الدخان والعباب ونحوهما من بقايا الأشياء. وغبر الغبار: ارتفع. قال بعضهم: يقال للماضي غابر تصورًا


الصفحة التالية
Icon