باب القاف


فصل القاف والباء


ق ب ح:
قوله تعالى: ﴿ويوم القيامة هم من المقبوحين﴾ [القصص: ٤٢] قيل: المبعدين. يقال: قبحه الله أي أبعده. والقبح: الإبعاد، قاله الهروي. وقبح الله وجه فلانٍ: أي أبعده من الخير. وفي الحديث: "لا تقبحوا الوجه" أي لا تنسبوه إلى القبح لأن الله صوره وقد أحسن كل شيءٍ خلقه، والظاهر أنه بمعنى لا تعيبوه. وفي حديث أم زرع: "وعنده أقول فلا أقبح" أي لا يعاب قولي ولا يرد لمعزتي عنده. وقيل: لا يقال لي: قبحك الله.
يقال: قبحت فلانًا بالتشديد أي قلت له: قبحك الله. قال الهروي: تقول: جزيته الجزاء أي قلت له: جزاك الله خيرًا. وقيل: القبح: التنحية والإزالة؛ يقال: قبحه الله عن الخير: أي نحاه وأزاله، وهذا عندي يرجع إلى معنى الإبعاد.
وقيل: القبيح: ما ينبو عنه البصر من الأعيان، والنفس من الأعمال والأحوال. وقد قبح قباحة فهو قبيح. فقوله: ﴿هم من المقبوحين﴾ أي الموسومين بحالٍ منكرةٍ، وذلك إشارة إلى ما وصف الله تعالى به الكفار من الرجاسة والنجاسة إلى غير ذلك من الصفات الذميمة، وما وصفهم به من اسوداد الوجوه وزرقة العيون وسحبهم بالأغلال والسلاسل.
والقبيح أيضًا: اسم للعظم الذي هو في الساعد مما يلي النصف منه إلى المرفق، يقال: قبح يقبح قبحًا فهو قبيح. قال الشاعر: [من الرجز]
١٢٣٠ - قبحت من سالفةٍ ومن صدغ


الصفحة التالية
Icon