بسم الله الرحمن الرحيم

باب الميم


الميم:
حرف جر تجر المقسم به، ولا تدخل إلا على الجلالة المعظمة، وفيه ثلاث لغاتٍ؛ الضم والفتح والكسر، نحو: م الله لأفعلن كذا، ومِ الله، مَ الله. وقيل: بل هذه اسمٌ لأنها بقية أيمنٍ في قولك أيمن الله فما بعده مجرورٌ بالإضافة. وقد رد هذا القول بأنه لا تحذف حروف اسمٍ حتى يصير على حرفٍ واحدٍ، وبأنه ليس لنا اسمٌ معربٌ على حرفٍ واحدٍ، وأجيب عن ذلك بـ (ر) فعل أمرٍ من رأى فإنه لم يبق منه إلا الفاء، وعن الثاني بما حكى ابن مقسمٍ: اسقني مًا، مقصورًا منونًا فلم يبق منه إلا حرفٌ واحدٌ.

فصل الميم والهمزة


م اج:
قرأ عاصمٌ: ﴿إن يأجوج ومأجوج﴾ [الكهف: ٩٤] فقيل: هما الأصل والألف مقلوبةٌ فيهما. وقيل: لغتان. وقيل: الألف أصلٌ والهمزة مقلوبةٌ منها. وقيل: هما عربيان واشتقاقهما من أجيج النار، أو من الأجة وهي الاختلاط، وعلى هذا فميمها زائدةٌ وليست مما نحن فيه، وفيهما أبحاثٌ كثيرةٌ ذكرتها في «الدر» و «العقد».
م أي:
قوله تعالى: ﴿فأماته الله مائة عامٍ﴾ [البقرة: ٢٥٩] المئة: المرتبة الثالثة من الأعداد؛ فإن أصول الأعداد أربعةٌ: آحادٌ وعشراتٌ ومئون وألوفٌ، وأصلها مائة فحذفت لامها بدليل أمأيت الدراهم أي جعلتها مئةٍ، وأمئت هي، أي بلغت ذلك.

فصل الميم والتاء


م ت ع:
قوله تعالى: ﴿يمتعكم متاعًا حسنًا﴾ [هود: ٣] قيل: معناه يعمركم أي يطيل


الصفحة التالية
Icon