باب الهاء


فصل الهاء والباء


هـ ب ط:
قوله تعالى: ﴿اهبطوا﴾ [البقرة: ٣٦] الهبوط: السقوط على سبيل القهر كهبوط الحجر في قله تعالى: ﴿وإن منها لما يهبط (١) من خشية الله﴾ [البقرة: ٧٤] قال بعضهم: وإذا استعمل في الإنسان فعلى سبيل الاستخفاف بخلاف الإنزال، فإن الإنزال ذكره الله تعالى في الأشياء التي نبه على شرفها كإنزال القرآن والملائكة وغير ذلك. الهبط ذكر حيث نبه على الغض، نحو: ﴿اهبطوا منها﴾ [البقرة: ٣٨] وقوله: ﴿اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم﴾ [البقرة: ٦١]. قال: وليس في قوله: ﴿فإن لكم ما سألتم﴾ تعظيم وتشريف. ألا ترى إلى قوله: ﴿وضربت عليهم الذلة المسكنة باؤوا بغضب من الله﴾ [البقرة: ٦١] قلت: وفيه نظر لقوله تعالى ذلك لآدم وحواء، إذ ليس المراد الاستخاف والغض. وقد يقال: إنه لما هبط إبليس والحية أراد الغض منهما فجرى الخطاب على ذلك، ولله
أن يخاطب عباده بما شاء، وإن لم يجز لخلقه ذلك.
وهبط يكون لازمًا ومتعديًا؛ يقال: هبطته فهبط. ويرد ما قاله هذا القائل أيضًا قول العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه يمدح النبي صلى الله عليه سلم: [من المنسرح].
١٧٢١ - ثم هبطت البلاد لا بشر أنت ولا مضغة ولا علق
فإن هذا تعظيم وتشريف. والهبيط: الضامر من النوق وغيرها. ويقال: هبط بفتح الباء فقط ويهبط بكسرها وضمها إلا أن الضم في اللازم أكثر. وقد قرئ: "اهبطوا" بالضم. وقيل: الهبوط: الانتقال مطلقًا. وقيل: الخروج من البلد. وقيل: الدخول فيها؛


الصفحة التالية
Icon