التحريم ٣ ﴿
{بسم الله الرحمن الرحيم﴾

﴿يا أيها النبى لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ﴾ رُوي أنَّ النبيَّ عليه الصلاة والسلامُ خَلا بماريةَ في يوم عائشة وعلمن بذلكَ حفصةُ فقالَ لها اكتُمِي عليَّ فقدْ حرمتُ ماريةَ على نفسِي وأُبشركِ أن أبا بكرٍ وعمرَ يملكان بعدى أمرأمتى فأخبرتْ بهِ عائشةَ وكانَتا متصادقتين وقيلَ خَلا بها في يومِ حفصةَ فأرضاهَا بذلكَ واستكتَمَها فلم تكتُمْ فطلَّقَها واعتزلَ نساءَهُ فنزلَ جبريل عله السلامُ فقالَ راجعْها فإنَّها صوَّامةٌ قوامةٌ وإنها لمنْ نسائِكَ في الجَنَّةِ ورُوي أنَّه عليه الصلاةُ والسلام شربَ عسلاً في بيتِ زينبَ بنت جحشٍ فتواطأتْ عائشةُ وحفصةُ فقالتَا نشمُّ منكَ ريحَ المغافيرِ وكانَ رسول الله ﷺ يكرهُ التفلَ فحرَّم العسلَ فنزلتْ فمعناهُ لمَ تحرمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ منْ ملكِ اليمينِ أو منَ العسلِ ﴿تَبْتَغِى مَرْضَاتِ أزواجك﴾ إما تفسيرٌ لتحرِّمُ أو حالٌ من فاعلِه أو استئناف ببيان مادعاه إليه مؤذن بعد صلاحيتك لذلكَ ﴿والله غَفُورٌ﴾ مبالِغٌ في الغفرانِ قد غفرَ لكَ هذهِ الزلةَ ﴿رَّحِيمٌ﴾ قد رحمَكَ ولم يؤاخِذْكَ بهِ وإنما عاتبكَ محاماةً على عصمتِك
﴿قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أيمانكم﴾ أي شرعَ لكُم تحليلَهَا وهو حَلُّ ما عقدَهُ بالكفارةِ أو بالاستثناءِ متصلاً حتَّى لا يحنثَ والأولُ هو المرادُ ههنا ﴿والله مولاكم﴾ سيدكُم ومتولِّي أُمورِكُم ﴿وَهُوَ العليم﴾ بما يصلحكم فبشرعه لكُم ﴿الحكيم﴾ المتقنُ في أفعالِهِ وأحكامِهِ فلا يأمرُكُم ولا ينهاكُمْ إلا حسبما تقتضيه الحِكمةُ ة
﴿وَإِذَ أَسَرَّ النبى إلى بَعْضِ أزواجه﴾ وهي حفصةُ ﴿حَدِيثاً﴾ أي حديثَ تحريمِ ماريةَ أو العسلِ أو أمرِ الخلافةِ ﴿فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ﴾ أي أخبرتْ حفصةُ عائشةَ بالحديثِ وأفشته إليهَا وقُرِىءَ أنبأتْ بهِ ﴿وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ﴾ أي أطلعَ الله تعالَى النبيَّ عليهِ الصلاةَ والسلامُ على إفشاءِ حفصةَ ﴿عَرَّفَ﴾ أي النبيُّ عليهِ الصلاةَ والسلامُ حفصةَ ﴿بَعْضَهُ﴾ بعضَ الحديثِ الذي أفشَتْهُ قيلَ هو حديثُ الإمامة ورُوي أنَّه عليه الصلاةُ والسلامُ قالَ لها ألم أقل لكِ اكتَمِي عليَّ قالت والذي بعثكَ بالحقِّ ما ملكت


الصفحة التالية
Icon