﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الزخرف: ٧١].
ولدينا مزيد مما لا تعلمون.
ذكر معرفة الرب
قد سردنا من معرفة الرب في معرفة النفس أنموذجاً يتبين به المطلوب، ويظهر منه وجهُ الدليل، ويحكم به لمن قال "من عرف نفسه عرف ربه بالعلم" (١).
وإذا أضاء لك الفجر على الطريق فاسلكه، حتى تطلع الشمس فيرتفع اللبس، وقد قال العلماء قولاً متفرقاً نظمنا من كلامهم فائدةً مجموعةً:
إن الله خلق العبد جسماً مواتاً، ثم نفخ فيه الروح، فإذا به قد صار

= رَجُلٌ مِنْ أهْل البَادِيَة أن رَجُلًا مِنْ أهْلِ الجنةِ اسْتَأذَنَ رَبّهُ في الزرْعِ، فَقَالَ: أوَ لَسْت فِيمَا شِئْتَ؟ قالَ: بَلى وَلَكِني أحِبُّ أن أزْرَعَ... الحديث. ورواه أحمد في مسنده: ٢/ ٥١١ - ٥١٢، قال ابن قيم الجوزية: "ولا أعلم ذكر الزرع في الجنة إلا في هذا الحديث والله أعلم". حادي الأرواح: ١٢١.
(١) أغلب المتكلمين ينسبون هذا القول -مع اختلاف في الألفاظ- إلى رسول الله - ﷺ - (انظر على سبيل المثال الجويني في العقيدة النظامية: ١٥)، والحق أن إسناده إلى رسول الله باطل، وقد سئل عنه الإِمام النووي في فتاويه فقال: "إنه ليس بثابت" (فتاوى النووي لابن العطار: ٢٧٤، ط: حلب)، وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية: "موضوع"، وذكر ابن السمعاني أنه من كلام يحيى بن معاذ. انظر: الصاغاني: الموضوعات: ٤ (ط: البارونية مصر) السخاوي: المفاسد الحسنة: ٤١٩، ابن الديبع: تمييز الطيب من الخبيث: ١٧، ابن عراق: تنزيه الشريعة: ٢/ ٤٠٢، ملا علي القاري: الأسرار المرفوعة: ٣٥١، والمصنوع: ١٨٩، القاوجي: اللؤلؤ المرصوع فيما قيل لا أصل له أو بأصله موضوع: ٨٩ (ط: البارونية مصر)، العجلوني: كشف الخفاء: ٢/ ٢٦٢، السيوطي: "القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه" ضمن الحاوي للفتاوى: ٢/ ٢٣٨ - ٢٣٩.


الصفحة التالية
Icon