المنام لمن رآه "شيبتني هود" لقوله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: ١١٢].
وهي العدالة والصراط المستقيم الذي حملنا الله عليه، ودعانا إليه، وتركب ذلك كله من حال النفس وأحكامها وتصرفها على الآيتين، وتردُّ ذلك كلَّه إلى العدالة وتبين فضيلتها.
وبهذه الفضيلة تتطهر النفس عن الجور، وهو الخروج عن المعنى الملائم للعقل والشرع.
ذكر أقسام حال النفس
وقسم الله حال النفس (١) قسماً به يتبين أمرها وتزيد المعرفة بها، ويدل

= "وقد رأى بعض المشايخ رسول الله في المنام فقال: ما الذي أردت بقولك: شيبتني هود وأخواتها؟ فقال: قوله: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾. يعني الاستمرار على الصراط المستقيم، وطلب التوسط بين هذه الأطراف شديد، وهو أدق من الشعرة". ميزان العمل: ٢٦٨، وانظر: معارج القدس في مدارج معرفة النفس للغزالي أيضاً: ٨٨.
قلت والحديث الشريف "شيبتني هود وأخواتها" أخرجه الترمذي في التفسير رقم: ٣٢٩٣، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، ورجاله رجال الصحيح، قاله الهيثمي في مجمع الزوائد: ٧/ ٣٧، وحَسَّنَهُ السخاوي في المقاصد الحسنة: ٢٥٥، وصححه الشيخ الألباني في الجامع الصغير: ٣/ ٢٣١ رقم ٣٦١٤ انظر العجلوني: كشف الخفاء: ٢/ ١٥، السيوطي: الدرر المنتثرة: ١٣٣، ابن الدبيع: تمييز الطيب من الخبيث: ٩٢.
(١) وقد تعرض المؤلف رحمه الله إلى هذا الموضوع في سراج المريدين فقال: "اعلموا وفقكم الله أنّ بناء (ن ف س) في لسان العرب يتصرف على معان قد بيناها في الأمد (١٨/ أ- وما بعدها) وغيره، أصلها أنها ذات الشيء وروحه ورفيقه ودمه، ويرتبط بهذه الأربعة غيرها، وربما رجعت إلى اثنين، وقد تكون ممدوحة وقد تكون مذمومة.
والنفس حيث ما ردَّدْنَاهُ نريد به الجملة الآدمية بذاتها وصفاتها وروحها وجيمع ما تشتمل عليه ظاهراً وباطناً. =


الصفحة التالية
Icon