سورة يونس
الآية الأولى منها: قوله تعالى: "الر تلك آيات الكتاب الحكيم " وفى سورة لقمان "الم تلك آيات الكتاب الحكيم " وفى مطلع يوسف: "الر تلك آيات الكتاب المبين " فافتتحت تلك السور الثلاث بعد الحروف المقطعة فى مطالعها بالاشارة إلى الكتاب المذكر به والمنبه بآياه فقيل: "تلك آيات الكتاب " ثم وصفه فى السورتين بالحكيم وفى سورة يوسف بالمبين فيسأل عن ذلك؟
والجواب والله أعلم ان سورتى يونس ولقمان تردد فيهما من الآيات المعتبر بها المطلعة على عظيم حكمته تعالى واتقانه للأشياء ما لم يرد فى سورة يوسف كقوله تعالى: "إن ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام " وخلق السماوات والأرض وما انطوت عليه من أعظم المعتبرات قال تعالى: "لخلق السماوت والأرض أكبر من خلق الناس " وقال تعالى: "إن فى السماوات والأرض لآيات للمؤمنين " وقد تبع الآية المذكورة من سورة يونس ما يجاريها فى التنبيه بما به الاعتبار كقوله تعالى: "هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب " إلى قوله: "لقوم يعلمون " ثم قال تعالى: " إن فى اختلاف اليل والنهر وما خلق الله فى السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون إن الذين لا يرجون لقاءنا " لم يتخللها ما يخرج عن باب الاعتبار من حكم أو غيره ولا من القصص الا ما تضمن اعتبارا كالوارد من قصة نوح من قومه لقومه: "يا قوم إن كان كبر عليكم مقامى... " الآية إلى قوله: "ثم اقضوا إلى ولا تنظرون "، والمراد من هذا الكلام تعجيزهم وقطعهم عما كانوا يرومون من الكفر به عليه السلام وإرادة إهلاكه وقد قطع عليه السلام بنصرة الله إياه عليهم وقطعهم دون ما يرومونه وإن تألبوا واجتمعوا وذكر عليه السلام شركاءهم وأن يكونوا معهم تهكما بهم وتوبيخا على اعتمادهم على مالا يعقل ولا يضر ولا ينفع وفى هذا كله أعظم معتبرة ثم ذكر تعالى نجاة نوح عليه السلام منهم فى الفلك هو ومن آمن معه وجعلهم خلائف


الصفحة التالية
Icon