إنّ الذاكرةَ وحْدَها آيةٌ كبرى من آياتِ اللهِ الدالةِ على عظمتِه.
الحواس الخمس
غضّ البصر
حينما ينظرُ الإنسانُ إلى امرأةٍ، ويعيدُ النظرَ، فإنّ هذه النظرةَ أشبَهُ بالضغطِ على زنادِ السلاحِ، تنطلقُ على إثرِها هرموناتٌ جنسيةٌ تجوبُ أنحاءَ الجسمِ، هذه الهرموناتُ الجنسيةُ تبدِّلُ ضرباتِ القلبِ، وتوسِّعُ الأوردةِ المُحيطيةَ، وتضيِّقُ الشرايينَ المتوسطةَ والصغيرةَ، وترفعُ ضغطَ الدمِ، هذه الهرموناتُ الجنسيةُ تصلُ إلى البروستاتِ، فيُغلَقُ طريقُ البولِ، ويُفتَحُ طريقُ ماءِ الحياةِ، وتنطلقُ مادةٌ مطهّرةٌ، ومادةٌ معطرةٌ، ومادةٌ مغذِّيةٌ، ثم يجرِي تبدلٌ في كيمياءِ الدمِ، مِن أجلِ أن تتمَّ عمليةُ اللقاءِ الزوجيِّ، ويحافَظَ على النوعِ البشريِّ.
أمَّا حينما يطلِقُ الإنسانُ بصرَه طوالَ النهارِ، ما الذي يحصلُ؟ هناك هرموناتٌ جنسيةٌ تجوبُ أنحاءَ جسمِه عبرَ الأوعيةِ الدمويةِ.
يقول الله عزَّ وجل: ﴿قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلك أزكى لَهُمْ﴾ [النور: ٣٠].
قالَ العلماءُ: "أزكى: أي أَطهَرُ، ويمكنُ أن يكونَ المعنى: أنفع وأطيب"، إمّا أن يكونَ أزكى لهم هو الطهرُ من الذنوبِ، أو الوقايةُ من الأمراضِ، فعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: قال عليهِ الصلاة والسلام: "النَّظْرَةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومَةٍ، مَنْ تَرَكَهَا مِنْ خَوْفِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ أثَابَهُ اللهُ إِيمَاناً يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ".
السهمُ إذا دخلَ في الجسمِ أحدَثَ جرحاً، فقد يُتلِفُ مكاناً معيَّناً، أمّا حينما يكونُ السهمُ مسموماً فإنّ السمَّ يسرِي إلى كلِّ أنحاءِ الجسمِ.