وأصل الاختلاف أنّ ربّنا... أنزله بسبعة مهوّنا
وقيل في المراد منها أوجه... وكونه اختلاف لفظ أوجه
قام بها أئمّة القرآن... ومحرزو التّحقيق والإتقان
ومنهم عشر شموس ظهرا... ضياؤهم وفي الأنام انتشرا
حتّى استمدّ نور كلّ بذر... منهم وعنهم كلّ نجم درّي
وها همو يذكرهمو بياني... كلّ إمام عنه راويان
[باب التراجم]
[ترجمة نافع وراوييه]
(فنافع) بطيبة قد حظيا... فعنه قالون وورش رويا
هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني. ولد في حدود سنة سبعين، وأصله أصبهاني وكان أسود حالكا؛ انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة وأجمع الناس عليه بعد التابعين، وكان إذا تكلم تشم من فيه رائحة المسك لأنه رأى النبي ﷺ وهو يقرأ في فيه (١). توفي سنة تسع وستين ومائة على الصحيح. وطيبة اسم المدينة سماها بذلك النبي ﷺ وكان اسمها يثرب فنهى (٢) عن ذلك، وهي أفضل البقاع عند الإمام مالك رحمه الله تعالى، وقوله حظيا: أمي حصلت له بها حظوة بخت كبير وقبول كثير حتى أقرأ بها أكثر من سبعين سنة، وقال مالك: قراءة نافع سنة.
وقالون: هو عيسى بن مينا الزرقي، لقبه نافع بقالون لجودة قراءته لأنه بلغة الروم جيد، وكان قارئ المدينة ونحويها. ولد سنة عشرين ومائة، ومات سنة عشرين ومائتين.
وورش: هو أبو سعيد عثمان بن سعيد القبطي المصري، ولد سنة عشر ومائة، ولقب بورش لشدة بياضه، انتهت إليه رئاسة الإقراء بمصر مع التجويد وحسن الصوت، ومات سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى، وقوله: رويا:
أي روى كل منهما عن نافع بنفسه بغير واسطة.
(٢) لم أعثر على تخريجه فيما توفر لديّ من كتب الحديث وإنما ذكر هذا المعنى ياقوت الحموي في معجم البلدان والقرطبي في تفسيره وكذلك ابن كثير في تفسير ولم يخرج أحد منهم هذا الحديث ويروونه عن النبي ﷺ والله تعالى أعلم.