بالإظهار قوله: (لطف) من اللطف وهو الرفق والحسن، ويكون بمعنى اختفى وهو مناسب للإدغام قوله: (وفي تمدونن) يعني وأدغم النون في النون من قوله تعالى: «أتمدونن بمال» في النمل حمزة ويعقوب والباقون بالإظهار قوله:
(ظرف): من الظرف وهو نوع من الكيس والجمال يمدح به الرجل وغيره.
مكّنّ غير المكّ تأمنّا أشم | ورم لكلّهم وبالمحض (ث) رم |
يعني قوله تعالى
«قال ما مكنى فيه ربي خير» وهو في الكهف أدغم النون في النون منه غير ابن كثير فإنه يظهره قوله: (تأمنا الخ) يعنى قوله تعالى:
«مالك لا تأمنا على يوسف» وقد أجمع القراء على إدغامه واختلفوا في اللفظ به، فقرأ كلهم غير أبي جعفر بالإشارة. واختلفوا في الإشارة، فجعلها بعضهم إشماما وهو إشارة إلى ضم النون بعد الإدغام فيكون الإدغام فيه صحيحا كما تقدم في مذهب أبي عمرو، وجعلها بعضهم روما فيكون والحالة هذه إخفاء فلا يتم معها الإدغام كما ذكرنا في مذهب أبي عمرو أيضا حالة الإدغام وقرأه أبو جعفر بالإدغام من غير إشارة بروم ولا إشمام والله الموفق، وسيأتي بيان الإشمام والروم في باب الوقف على أواخر الكلم، وقوله لكلهم: أي لكل القراء غير أبي جعفر فإنه بالإدغام المحض كما نص عليه بعد، وقوله وبالمحض: أي وبالإدغام المحض، وقوله ثرم، من الثرم: وهو في الأصل سقوط الثنية، ولما كان مع الإدغام المحض تسقط الإشارة ناسب ذكر الثرم.
باب هاء الكناية
أي باب اختلاف أو أحكام هاء الكناية، وهاء الكناية عند القراء عبارة عن هاء الضمير التي يكنى بها عن الواحد المذكر الغائب وأصلها الضم إلا أن تقع بعد كسرة أو ياء ساكنة فتكسر لذلك، وقد تضم كما قرئ
«لأهله امكثوا، و «به انظر» وقدم هذا الباب على غيره لتقدم
«فيه هدى» على غيرها، والخلاف بين القراء في هاء الكناية بين ضمها وكسرها ويعبر عن ذلك بالقصر وإشباع حركتها وهو المعبر عنه بالصلة وإسكانها في مواطنها سيأتي بيانها في هذا الباب.
صل ها الضّمير عن سكون قبل ما | حرّك (د) ن فيه مهانا (ع) ن (د) ما |
أي أشبع حركة هاء الضمير الواقعة بعد ساكن وقبل محرك لابن كثير