يسير معه حيث سار، وخص عيسى ﷺ باسمه لإفراط اليهود في تحقيره، والنصارى في تعظيمه حيث قالوا: هو ابن الله وأبهم محمداً ﷺ في قوله تعالى: ﴿بعضهم﴾ حيث لم يقل ورفع محمداً ﷺ لما في الإبهام من تفخيم فضله وإعلاء قدره ما لا يخفى لما فيه من الشهادة على أنه العلم الذي لا يشتبه، والمتميز الذي لا يلتبس، ويقال للرجل: من فعل هذا؟ فيقول أحدكم أو بعضكم، يراد به الذي تعورف واشتهر، فيكون أفخم من التصريح به وأنوه بصاحبه. وسئل الحطيئة عن أشعر الناس فذكر زهيراً والنابغة ثم قال: ولو شئت لذكرت الثالث أراد نفسه، ولو قال: ولو شئت لذكرت نفسي لم يفخم أمره.
﴿ولو شاء الله﴾ أي: الذي له جميع الأمر، هدى الناس جميعاً باتفاقهم على دين واحد ﴿ما اقتتل الذين من بعدهم﴾ أي: بعد الرسل أي: ما اقتتلت أممهم ﴿من بعد ما جاءتهم البينات﴾ أي: المعجزات الواضحات على أيدي رسلهم؛ لاختلافهم في الدين وتضليل بعضهم بعضاً ﴿ولكن اختلفوا﴾ لمشيئته تعالى ذلك ﴿فمنهم﴾ أي: فتسبب عن اختلافهم إن كان منهم ﴿من آمن﴾ أي: ثبت على إيمانه ﴿ومنهم من كفر﴾ كالنصارى بعد المسيح.
ولما كان من الناس من أعمى الله قلبه فنسب أفعال المختارين من الخلق إليهم استقلالاً، قال الله تعالى معلّماً: أنّ الكل بخلقه تأكيداً لما مضى من ذلك ومعيداً ذكر الاسم الأعظم: ﴿ولو شاء الله ما اقتتلوا﴾ بعد اختلافهم بالإيمان والكفر ﴿ولكنّ الله يفعل ما يريد﴾ فيوفق من يشاء فضلاً منه، ويخذل من يشاء عدلاً منه، والآية دليل على أنّ الأنبياء متفاوتة الأقدام، وأنه يجوز تفضيل بعضهم على بعض، ولكن بنصّ لأنّ اعتبار الظنّ فيما يتعلق بالعمل لا بالاعتقاد، وأن الحوادث بيد الله لقوله تعالى: ﴿يفعل ما يريد﴾ تابعة لمشيئته تعالى خيراً كان أو شرّاً إيماناً أو كفراً.
ولما كان الاختلاف على الأنبياء سبباً للجهاد، الذي هو حظيرة الدين وكان عماد الجهاد النفقة أتبع ذلك قوله رجوعاً إلى أوّل السورة من هنا إلى آخرها، وأتى التأكيد بلفظ الأمر لما تقدّم الحثّ عليه من أمر النفقة.
﴿يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم﴾ أي: مما أوجبت عليكم إنفاقه من الزكاة، قاله السديّ وقال غيره أراد به صدقة التطوّع والنفقة في الخير، أي: فلا تبخلوا بالإنفاق فإنه لا داء أدوأ من البخل. قال تعالى: ﴿ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون﴾ (الحشر، ٩) (التغابن، ١٦) وصرف الأمر بالتبعيض إلى الحلال الطيب يمنع احتجاج المعتزلة بها، في أنّ الرزق لا يكون إلا حلالاً، لكونه مأموراً به.
وأتبعه بما يرغب ويرهب من حلول يوم التناد الذي تنقطع فيه الأسباب التي أقامها سبحانه وتعالى في هذه الدار فقال: ﴿من قبل أن يأتي يوم﴾ موصوف بأنه ﴿لا بيع فيه﴾ أي: فداء ﴿ولا خلّة﴾ أي: صداقة تنفع ﴿ولا شفاعة﴾ بغير إذنه والمعنى أنه لا يفدى فيه أسير بمال ولا يراعي الصداقة من مساو، ولا الشفاعة من كبير، لعدم إرادة الله تعالى لشيء من ذلك ولا يكون إلا ما يريد، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالنصب في بيع وخلة وشفاعة، ولا تنوين على الأصل، والباقون بالرفع والتنوين على أنها في تقدير جواب هل فيه بيع أو خلة أو شفاعة.
ولما حثّ سبحانه وتعالى على الإنفاق ختم الآية بذمّ الكافرين، بكونهم لم يتحلوا بهذه الصفة، لتخليصهم من الإيمان وبعدهم منه وتكذيبهم بذلك اليوم، فهم لا ينفقون لخوفه وإرهابه فقال بدل ولا نصرة لكافر ﴿والكافرون﴾ أي: المعلوم
أنّ المراد شهادة أهل الكتاب من الذين آمنوا، وهم عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وتميم الداري. وقال الحسن ومجاهد والزجاج وسعيد بن جبير: ﴿ومن عنده علم الكتاب﴾ هو الله تعالى. قال الحسن: لا والله لا يعني إلا الله، والمعنى كفى بالله الذي يستحق العبادة، وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو شهيداً بيني وبينكم، وهذا أظهر كما استظهره البقاعي، وإن كان عطف الصفة على الموصوف خلاف الأصل إذ يقال: شهد بهذا زيد الفقيه، لا زيد والفقيه؛ لأنه جائز في الجملة، وقيل: معناه: أن علم أنّ القرآن الذي جئتكم به معجز ظاهر وبرهان باهر لما فيه من الفصاحة والبلاغة والإخبار عن الغيوب وعن الأمم الماضية فمن علمه بهذه الصفة كان شهيداً بيني وبينكم والله أعلم بمراده. وما رواه البيضاويّ تبعاً للزمخشريّ وتبعهما ابن عادل من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة وبعث يوم القيامة من الموفين بعهد الله» حديث موضوع.
سورة إبراهيم
عليه السلام مكية
إلا قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله﴾ (إبراهيم، ٢٨) الآيتين، وهي اثنتان وخمسون آية وعدد كلماتها وإحدى وثلاثون كلمة، وعدد حروفها ثلاثة آلاف وأربعة وثلاثون حرفاً
﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ قوله تعالى:
﴿الر﴾ تقدّم الكلام عليها أول يونس وهود. وقوله تعالى: ﴿كتاب﴾ خبر لمبتدأ محذوف، أي: هذا القرآن كتاب، أو الر، إن قلنا: إنها مبتدأ والجملة بعده صفة، ويجوز أن يرتفع بالابتداء وخبره الجملة بعده وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنها موصوفة تقديراً، تقديره كتاب، أي: كتاب يعني عظيماً من بين الكتب السماوية ﴿أنزلناه إليك﴾ يا أشرف الخلق عند الله تعالى ﴿لتخرج الناس﴾، أي: عامة قومك وغيرهم بدعائك إياهم ﴿من الظلمات﴾، أي: الكفر وأنواع الضلالة ﴿إلى النور﴾، أي: الإيمان والهدى. قال الرازي: والآية دالة على أنّ طرق الكفر والبدع كثيرة وأنّ طريق الحق ليس إلا واحداً؛ لأنه تعالى قال: ﴿لتخرج الناس من الظلمات﴾ وهي صيغة جمع، وعبر عن الإيمان والهدى بالنور، وهو لفظ مفرد وذلك يدل على أنّ طرق الجهل والكفر كثيرة وأنّ طريق العلم والإيمان ليس إلا واحداً.
تنبيه: القائلون بأن معرفة الله تعالى لا يمكن تحصيلها إلا من تعليم الرسول، احتجوا بهذه الآية، وذلك يدلّ على أنّ معرفة الله تعالى لا تحصل إلا من طريق التعليم. وأجيب: بأنّ الرسول ﷺ كالمنبه وأمّا المعرفة فهي إنما تحصل من الدليل وقوله تعالى: ﴿بإذن ربهم﴾ متعلق بالإخراج، أي: بتوفيقه وتسهيله، ويبدل من إلى النور ﴿إلى صراط﴾، أي: طريق ﴿العزيز﴾، أي: الغالب ﴿الحميد﴾، أي: المحمود على كل حال المستحق لجميع المحامد، وفي قوله:
﴿الله﴾ قراءتان، فقرأ نافع وابن عامر برفع الهاء وصلاً وابتداء على أنه مبتدأ خبره ﴿الذي له ما في السموات وما في الأرض﴾، أي: ملكااً وخلقاً، وقرأ الباقون بالجرّ على أنه بدل أو عطف بيان وما
الله غيره ﴿مما﴾ أي: من بعض ما ﴿ملكت أيمانكم﴾ أي: من العبيد والإماء الذين هم بشر مثلكم وعمم في النفي الذي هو المراد بالاستفهام بزيادة الجار بقوله تعالى: ﴿من شركاء﴾ أي: في حالة من الحالات يسوغ لكم بذلك أن تجعلوا لله شركاء ﴿في ما رزقناكم﴾ من الأموال وغيرها مع ضعف ملككم فيه فائدة ﴿في﴾ مقطوعة عن ﴿ما﴾ ﴿فأنتم﴾ أي: يا معاشر الأحرار والعبيد ﴿فيه﴾ أي: الشيء الذي وقعت فيه الشركة ﴿سواء﴾ فيكون أنتم وهم شركاء يتصرّفون فيه كتصرّفكم مع أنهم بشر مثلكم. فإن قيل: أيُّ: فرق بين مِنْ الأولى والثانية والثالثة في قوله تعالى من أنفسكم؟ أجيب: بأن الأولى: للابتداء كأنه قال: أخذ مثلاً وانتزعه من أقرب شيء منكم وهي من أنفسكم ولم يبعد، والثانية: للتبعيض، والثالثة: مزيدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي، ثم بين المساواة بقوله تعالى: ﴿تخافونهم﴾ أي: معاشر السادة في التصرّف في ذلك الشيء المشترك ﴿كخيفتكم أنفسكم﴾ أي: كما تخافون بعض من تشاركونه ممن يساويكم في الحرية والعظمة أن تتصرّفوا في الأمر المشترك بشيء لا يرضيه وبدون إذنه، وظهر أنّ حالكم في عبيدكم مثل له فيما أشركتموهم به موضح لبطلانه، فإذا لم ترضوا هذا لأنفسكم وهو أن تستوي عبيدكم معكم في الملك فكيف ترضونه لخالقكم في هذه الشركاء التي زعمتموها فتسوّونها به وهي من أضعف خلقه أفلا تستحيون ﴿كذلك﴾ أي: مثل هذا التفصيل العالي ﴿نفصل الآيات﴾ أي: نبينها، فإنّ التمثيل مما يكشف المعاني ويوضحها ﴿لقوم يعقلون﴾ أي: يتدبرون هذه الدلائل بعقولهم، والأمر لا يخفى بعد ذلك إلا على من لا عقل له.
﴿بل اتبع الذين ظلموا﴾ أي: أشركوا فإنهم وضعوا الشيء في غير موضعه.
فعل الماشي في الظلام ﴿أهواءهم﴾ وهي ما تميل إليه نفوسهم ﴿بغير علم﴾ أي: جاهلين لا يكفهم، شيء فإن العالم إذا اتبع هواه ربما ردعه علمه، ثم بين تعالى أنّ ذلك بإرادته بقوله تعالى: ﴿فمن يهدي من أضل الله﴾ أي: الذي له الأمر كله أي: لا يقدر أحد على هدايته ﴿وما لهم من ناصرين﴾ أي: مانعين يمنعونهم من عذاب الله لا من الأصنام ولا من غيرها، ولما تحرّرت الأدلة وانتصبت الأعلام أقبل تعالى على خلاصة خلقه إيذاناً بأنه لا يفهم ذلك حق فهمه غيره بقوله سبحانه.
﴿فأقم وجهك﴾ أي: قصدك كله ﴿للدين﴾ أي: أخلص دينك لله قاله سعيد بن جبير، وقال غيره: سدّد عملك، والوجه ما يتوجه إليه، وقيل: أقبل بكلك على الدين، عبر بالوجه عن الذات كقوله تعالى ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ (القصص: ٨٨)
أي: ذاته بصفاته. وقوله تعالى ﴿حنيفاً﴾ حال من فاعل أقم أو مفعوله أو من الدين، ومعنى حنيفاً أي: مائلاً إليه مستقيماً عليه ومل عن كل شيء لا يكون في قلبك شيء آخر، وهذا قريب من معنى قوله تعالى ﴿ولا تكوننّ من المشركين﴾ وقوله تعالى ﴿فطرت الله﴾ أي: خلقته منصوب على الإغراء أو المصدر بما دلّ عليه ما بعدها وهي بتاء مجرورة، وقف عليها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالهاء، والباقون بالتاء، ثم أكد ذلك بقوله تعالى: ﴿التي فطر الناس﴾ قال ابن عباس: خلق الناس ﴿عليها﴾ وهو دينه وهو التوحيد. قال ﷺ «ما من مولود إلا وهو يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه» فقوله على الفطرة على العهد الذي أخذه عليهم بقوله تعالى: ﴿ألست بربكم قالوا بلى﴾ (الأعراف: ١٧٢)
وكل مولود في العالم
الوصل قرأ ابن عامر أيه برفع الهاء والباقون بنصبها.
فائدة: سمى الإنس والجن بالثقلين لعظم شأنهما بالإضافة إلى ما في الأرض من غيرهما بسبب التكليف؛ وقيل: سموا بذلك لأنهما ثقلا الأرض أحياء وأمواتا. قال الله تعالى: ﴿وأخرجت الأرض أثقالها﴾ (الزلزلة: ٢)
ومنه قولهم: أعطه ثقله أي وزنه؛ وقال بعض أهل المعاني كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل ومنه قيل لبيض النعام: ثقل؛ لأنّ واجده وصائده يفرح به إذا ظفر به؛ وقال جعفر الصادق: سميا ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب؛ وقيل: الثقل الإنس لشرفهم وسمي الجن بذلك مجازاً للمجاورة والتغلب كالقمرين والعمرين والثقل العظيم الشريف. قال ﷺ «إني تارك فيكم ثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي».
﴿فبأيّ آلاء﴾ أي: نعم ﴿ربكما﴾ أي: المحسن إليكما بهذا الصنيع المحكم ﴿تكذبان﴾ أي: أبتلك النعم من إثابة أهل طاعته وعقوبة أهل معصيته أم بغيرها؟.
﴿يا معشر الجنّ﴾ أي: يا جماعة فيهم الأهلية والعشرة والتصادق ﴿والإنس﴾ أي: الخواص والمستأنسين والمأنوسين المبني أمرهم على الإقامة والاجتماع ﴿إن استطعتم﴾ أي: وجدت لكم إطاعة الكون في ﴿أن تنفذوا﴾ أي: تسلكوا بأجسامكم وتمضوا من غير مانع يمنعكم ﴿من أقطار﴾ أي: نواحي ﴿السموات والأرض﴾ هاربين من الله تعالى من أنواع الجزاء بينكم، أو عصياناً عليه في قبول أحكامه وجري مراداته وأقضيته عليكم من الموت وغيره. وقوله تعالى: ﴿فانفذوا﴾ أمر تعجيز والمعنى: إن استطعتم أن تجوزوا نواحي السموات والأرض فتعجزوا ربكم حتى لا يقدر عليكم فجوزوا، يعني لا مهرب لكم ولا خروج لكم عن ملك الله تعالى أينما تولوا فثم ملك الله عز وجلّ.
فإن قيل: ما الحكمة في تقديم الجنّ على الإنس ههنا، وتقديم الإنس على الجنّ في قوله تعالى: ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن﴾ (الإسراء: ٨٨)
أجيب بأنّ النفوذ من أقطار السموات والأرض بالجنّ أليق إن أمكن والإتيان بمثل القرآن بالإنس أليق إن أمكن فقدم في كل موضع ما يليق به.
فإن قيل: لم جمع في قوله تعالى: ﴿سنفرغ لكم﴾ وفي قوله تعالى: ﴿إن استطعتم﴾ وثنى في قوله ﴿أيه الثقلان﴾ أجيب: بأنهما فريقان في حال الجمع كقوله تعالى: ﴿فإذا هم فريقان يختصمون﴾ (النمل: ٤٥)
﴿وهذان خصمان اختصموا في ربهم﴾.
﴿لا تنفذون﴾ أي: لا تقدرون على النفوذ ﴿إلا بسلطان﴾ أي: إلا بقوّة وقهر وأنى لكم ذلك؟ وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال معناه إن استطعتم أن تعلموا ما في السموات والأرض فاعلموا ولن تعلموا إلا بسلطان أي بينة من الله تعالى.
تنبيه: في هذه الآيات والتي في الأحقاف وفي قل أوحى دليل على أنّ الجنّ مكلفون مخاطبون مأمورون منهيون مثابون معاقبون كالإنس سواء مؤمنهم كمؤمنهم وكافرهم ككافرهم.
﴿فبأي آلاء﴾ أي: نعم ﴿ربكما﴾ المحسن إليكما المربي لكما بما تعرفون به قدرته على ما يريد ﴿تكذبان﴾ أبتلك النعم أم بغيرهما؟.
وقال البغوىّ: وفي الخبر يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثم ينادون ﴿يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم﴾ الآية، فذلك قوله تعالى: ﴿يرسل عليكما﴾ أي: أيها المعاندون؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: حين يخرجون من القبور لسوقهم إلى المحشر ﴿شواظ من نار﴾ قال مجاهد: هو اللهب الأخضر المنقطع من النار. وقال ابن عباس