القيامة وهو محتمل أيضاً. قوله: (أو بالدهر) أخر. لأن استعماله بهذا المعنى غير ظاهر، وقوله: لاشتماله الخ اشتماله على ذلك لا كلام فيه، ولذا قيل له أبو العجب إنما الكلام في كونه وجه القسم فإنه يذكر بما فيه من النعم وأضدأدها لتنبيه الإنسان لأنه مستعد للخسران والسعادة، وقوله: ما يضاف إليه لأنّ الناس تضيف كل شيء له ولذا ورد " لا تسبوا الدهر " على ما بين في شرحه، ونفيه عنه لأنّ الله لما أقسم به، وعظمه علم إنه لا خسران له ولا ذخل له فيه وإضافته للإنسان تشعر بأنه صفة له لا للزمان كما قيل:
يعيبون الزمان وليس! فيه مغايب غير أهل للزمان
قوله:) في مساعيهم وصرف أعمارهم) إشارة إلى أنه لا يخلو منه إنسان ولو لم يكن له
غير صرف عمر. كفاه كما قيل:
زيادة المرء في دنياه نقصان
وقوله: والتعريف يعني في الإنسان والجنس شامل للاستغراق هنا بقرينة الاستثناء، وقوله: والتنكير يعني في خسر إذ المراد خسر عظيم ويجوز أن يكون للتنويع أي نوع من الخسران غير ما يعرفه الإنسان. قوله: (فإنهم اشتروا الخ) الباء دأخلة هنا على المتروك بقرينة ما بعد. ، والسرمدية بمعنى الدائمة، وقوله: بالثابت أي في نفس الأمر والواقع بحكم الشرع والعقل بحيث لا يصح نفيه بمقتضاهما ولا وجه لتخصيصه بالأوّل لأنه يخرج منه إثبات الواجب به. قوله: (عن المعاصي) هو وما بعده متعلق بالصبر، وفيه إشارة إلى استعماليه من تعديه بعن وعلى، وقوله: ما يبلو الله أي يبتليهم من المصائب، وهو معطوف على الحق والمعنى حينئذ كقوله: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ﴾ إلى قوله ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [سورة البقرة، الآية: ١٥٥] وقوله: وهذا الخ يعني عطف قوله: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ على ما قبله: لا عطف قوله: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ وحده لأنّ ما بعده يأباه كما لا يخفى. قوله: (للمبالغة الأنه يدل على أنّ الخاص لكماله بلغ إلى مرتبة خرج بها عن الاندراج تحت العامّ على ما عرف في أمثاله، وقوله: (إلا أن يخص) الخ فيكون المراد بالعمل عملاً خاصا وهو ما به كمال العامل، أو الإنسان في حد ذاته كعبادته وعقائد. الفاضلة فيخرج عنه الفواضل والأعمال المتعدية هي بنفسها أو أثرها إلى الغير فيخرج عنه التواصي بالأمرين المذكورين لأنهما تكميل للغير، وهو متعد غير قاصر عليه ويكون من عطف المتغايرات. قوله: (ولعله سبحانه وتعالى إنما ذكر الخ) أي ذكر سببه صريحاً وهو مجموع الأمور الأربعة واعترض عليه بأنه ليس صريحا بل ضمنا، وقد ذكر سبب الخسران ضمناً أيضاً وهو غير ما ذكر وأضداده كما لا يخفى، وهو ناشئ من عدم الفرق بين السبب وسببيته وجعل الأوّل كالثاني، وهو وهم لا يخفى. قوله: (اكتفاء ببيان المقصود (أي وهو الربح بما به الفوز والحياة الأبدية والسعادة وأهلها، وقوله: إشعارا بأن ما عدا ما عد الخ يعني أنه لإشعاره بأنّ سبب الخسر ما عدا المذكور لم يذكر إذ لو ذكر جميعه طال الكلام جدا، ولو ذكر بعض منه دون بعض أخل بالمقصود وفي كلامه نوع خفاء. قوله: (أو تكرماً الخ الترك ذكر مثالبهم، ومواجهتهم بالذم
ولأنه كالستر لقبائحهم وإيهام أنها لا يترتب عليها العقاب، وفي التفسير الكبير لم يذكر سبب الخسران لأنّ الخسر يحصل بالفعل كالزنا والترك كترك الصلاة بخلاف الربح فإنه إنما يكون بالفعل يعني أنّ سببه متعدد فيكون فعلا وتركا بخلاف سبب الربح فإنه لا يكون إلا فعلاً، وما عداه راجع إليه فيكون أقرب إلى الضبط لأنه يعلم منه أنّ سبب الخسران ما عدا هذا المذكور، وهو قريب مما قدمه المصنف في قوله: إشعارا بأنّ ما عدا ما عد الخ فلا يرد عليه ما قيل: إن امتثال النهي بترك المنهي عنه، وهو من أسباب الربح ولو سلم فليذكر الفعل الخ وقوله عن النبيّ ﷺ الخ حديث موضوع (١ " تمت السورة) بحمد الله وعنه ومنه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سورة الهمزة
لا خلاف في كونها مكية ولا في عدد آياتها.
بسم الله الرحمن الرحياً