[الجزء الثالث]

سورة العقود (١) مدنية (٢) وهي مائة واثنتان وعشرون آية (٣)
بسم الله الرّحمن الرّحيم يأيّها الذين ءامنوا أوفوا بالعفود إلى قوله: ما يريد (٤)، وفي هذه الآية من الهجاء: محلّى الصّيد كتبوه بالياء (٥) وتسقط في درج القراءة من اللفظ
(١) في هـ: «المائدة» وهو اسم من أسمائها المعروفة به، وتسمى سورة العقود، يليه في الشهرة وتسمى «المنقذة» ولا تعرف به، وينسب إلى ابن الفرس.
انظر: جمال القراء ١/ ٣٦ الإتقان ١/ ١٥٤.
(٢) أخرج ابن الضريس والنحاس عن ابن عباس والبيهقي عن عكرمة والحسن وأبو عبيد عن علي بن أبي طلحة وابن الأنباري عن قتادة أنها مدنية، وذكر ابن عطية والقرطبي الإجماع على ذلك، واستثنى بعضهم منها قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم عرفة رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي كما جاء ذلك عن عمر لليهود، فقال: «إني لأعلم حين أنزلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلّم حيث أنزلت، يوم عرفة، وأنا والله بعرفة» وفي رواية: «يوم الجمعة»، قال ابن كثير: بل الصواب الذي لا شك فيه، ولا مرية أنها أنزلت يوم عرفة وكان يوم الجمعة».
أقول: لا خلاف بين القولين، لأنهم أرادوا بالآية المكان وهو محل اتفاق كما أنه لا خلاف بينهم أنها بعد الهجرة، فحينئذ السورة كلها مدنية باتفاق الجميع، ولا معنى للاستثناء على القول المشهور أن المدني ما نزل بعد الهجرة.
انظر: فتح الباري ٨/ ٢٧٠ رقم ٤٦٠٦ ابن عطية ٥/ ٥ القرطبي ٦/ ٦١ ابن كثير ٢/ ١٤ الإتقان ١/ ٢٩، ٨٢ زاد المسير ٢/ ٢٦٧ التحرير ٦/ ٢٩.
(٣) عند المدني الأول، والثاني والمكي والشامي، ومائة وثلاث وعشرون آية عند البصري ومائة وعشرون آية عند الكوفي. انظر: البيان ٤٩ القول الوجيز ٣٠ معالم اليسر ٨٩ سعادة الدارين ١٩.
(٤) رأس الآية ٢ المائدة.
(٥) أصله: «محلين» على لفظ الجمع، وحذفت النون للإضافة، واتفقوا على إثبات الياء لئلا يلتبس بالمفرد، وتقدم عند قوله: حاضري المسجد الحرام في الآية ١٩٥ البقرة.


الصفحة التالية
Icon