(يَا خَاتَمَ النُّبِّاءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ بِالْحَقِّ حَيْثُ هُدَى آلإْلهِ هَدَاكَا)
وهو غير مهموز في قراءة الجمهور إلا نافعاً، فإنه قرأ الأنبياء، والنبيئين بالهمز. وفيما أُخذ منه اسمُ النبيِّ، ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه مأخوذ من النبأ، وهو الخبر، لأنه يُنْبِئُ عن الله، أي يُخْبِرُ، ومنه قوله تعالى: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا في صُحُفِ مُوسَى﴾ [النجم: ٣٦]. والثاني: أن أصل النبيِّ هو الطريق، قال القطامي:
(لَمَّا وَرَدْنَا نبِيَاً وَاسْتَتَبَّ لَنَا مُسْتَحْفَرٌ بِخُطُوطِ النَّسْجِ مُنْسَجِلُ)
فَسُمِّيَ رسُول الله ﷺ نبيّاً، لأنه الطريق إليه. والثالث: أنه مأخوذ من النُّبُوَّةِ؛ لأن منزلة الأنبياء رفيعة.
﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يعني: صدقوا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم. ﴿وَالَّذِينَ هَادُوا﴾ هم اليهود، وفي تسميتهم بذلك، ثلاثة أقاويل: أحدها: نُسِبُوا إلى يهوذا أكبر ولد يعقوب، فقلبت العربُ الذال دالاً، لأن الأعجمية إذا عُرِّبت، غيرت من لفظها.


الصفحة التالية
Icon