﴿مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ﴾ أي مؤخرون موقوفون لما يرد من أمر الله تعالى فيهم. ﴿إِمَّا يُعَذِبُهُمْ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يميتهم على حالهم، قاله السدي. الثاني: يأمر بعذابهم إذا لم يعلم صحة توبتهم. ﴿وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أن يعلم صدق توبتهم فيطهر ما فيهم. الثاني: أن يعفو عنهم ويصفح عن ذنوبهم. ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ أي عليم بما يؤول إليه حالهم، حكيم فيما فعله من إرجائهم.
﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين﴾ قوله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً﴾ هؤلاء هم بنو عمرو بن عوف وهم اثنا عشر رجلاً من الأنصار المنافقين، وقيل: هم خذام بن خالد ومن داره أخرج مسجد الشقاق، وثعلبة بن حاطب، وَمُعَتِّب بن قشير، وأبو حبيبة بن الأزعر، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف، وجارية بن عامر، وابناه مُجمِّع وزيد ابنا جارية، ونبتل بن الحارث، وبجاد بن عثمان، ووديعة بن ثابت، وبحرج وهو جد عبد الله بن حنيف، وله قال النبي ﷺ (وَيْلَكَ يَا بَحْرَج مَاذَا أَرَدْتَ بِمَا أَرَى؟)


الصفحة التالية
Icon