﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ﴾ هي النعاسُ، وهي أولُ النوم. قرأ الكسائيُّ (سِنَةٌ) بإمالةِ النون حيثُ وقفَ على هاء التأنيث.
﴿وَلَا نَوْمٌ﴾ هو غَشْيَةٌ ثقيلةٌ تقع على القلب، فتمنعُهُ معرفةَ الأشياء.
تلخيصُه: هو منزَّهٌ عن جميعِ التغييرات.
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ لأنه خلقَها بما فيهما.
﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ﴾ لأن أحدًا لا يقدرُ على الكلامِ يومَ القيامة. قرأ أبو عمرٍو (يَشْفَع عنْدَهُ) بإدغام العين الأولى في الثانية، و (يَعْلَم ما) بإدغامِ الميمِ في الميم (١).
﴿إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ بأن يأذن في الكلام والشفاعة لمن شاء فيمن شاء.
﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ أي: بينَ أيدي ما فيهما، والمرادُ: ما وُجِدَ قبلَ خلقِ ما فيهما؛ كالملائكة.
﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ ما يوجَدُ بعد ما فيهما. قرأ يعقوبُ: (أَيْدِيهُمْ) بضم الهاء، وقرأ ابنُ كثيرٍ، وأبو جعفرٍ: (أَيْدِيهِمُو) واختُلِفَ عن قالون (وَمَا خَلْفَهُمْ) كذلك (٢).
﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ﴾ أي: من معلوماتِه.
﴿إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ مِمَّا (٣) أخبرَ بهِ الرسلَ.
﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ﴾ قال ابنُ عباس: كرسِيُّهُ: علمُه (٤)، وقالَ الحسنُ: هو

(١) انظر: تفسير الآية (٤) من سورة الفاتحة، والقراءة ثمة.
(٢) انظر: الآية (٧) من سورة الفاتحة.
(٣) في "ن": "فيما".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٣/ ٩).


الصفحة التالية
Icon