سورة الحجر
فيها من النسخ ثلاث آيات:
الأية الأولى: قوله تعالى: ﴿ذرهم يأكلوا ويتمتعوا﴾ الاية هذه الآية منسوخة بالأمر بالقتال على ما تقدم بيانه. أخبر الله تعالى أن همتهم في نهمتهم وأنهم في الأنام بمنزلة الأنعام لاستيلاء الغفلة عليهم، والختم بالكفر على قلوبهم، فأمر الله ورسوله بتركهم ووعده بالظفر بهم. وأوعدهم بما يؤول في العاقبة إليه أمرهم.
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿فاصفح الصفح الجميل﴾ الصفح العفو، حيثما وقع في القرآن منسوخ كله بالأمر بالقتال. وقد كان ﷺ يعفو عفوا جميلا، ويصفح صفحا كريما وهو الصفح الذي لا يذكر معه الذنب. وقيل هو الذي يعتذر به عن الذنب. ولقد بالغ في ذلك ﷺ حين قال ذلك بعد أن أمر بالقتال. فإنه لما شج يوم أحد وجهه وكسرت رباعيته، جعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: (كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله؟ ) وذكر نحوا منه عن بعض الأنبياء فعله به قومه وهو يقول اللهم: اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. وقد بينا تأويله في شرح الحديث.
الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿وأعرض عن المشركين﴾ وقد تقدم ذكره في مثله، وهذه آية غريبة لأن نصفها محكم وهو قوله تعالى: ﴿فاصدع بما تؤمر﴾ ونصفها منسوخ وهو قوله: ﴿وأعرض عن المشركين﴾ نسختها آية الأمر بقتالهم.