سورة النحل
فيها من النسخ آيتان:
الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين﴾ وقد تقدم.
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ نسختها آية القتل في قولهم.
قال القاضي محمد بن العربي:
اختلف في قوله تعالى: ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ على ثلاثة أقوال: الأول جادلهم بكتاب الله. الثاني: جادلهم بحجة لاتخالفها كما قال تعالى: ﴿مخبرا﴾ عن شعيب عليه السلام: ﴿وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه﴾ الثالث هي المجالة بالصفح عمن نالوا من عرضه وإذايته. والمجادلة هي المحاجة، وهي مأخوذة من الجدل وهو الشد والقتل كأنه يحاجه بأقوى ما عنده. وقيل من الجدالة. وهي الأرض كأن كل واحد منهما يريد أن يغلب صاحبه مصارعة فيلقيه بالجدالة. وكانت المجادلة في صدر الإسلام كل عمل النبي عليه السلام فلما أمر الله بالقتال نسخت المجادلة الأصلية وبقيت المحاجة مع من دعا إلى ذلك. قال الله تعالى في آخر ما نزل من القرآن. ﴿وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله﴾ وحاج النبي ﷺ بأمر الله تعالى النصارى فقال: ﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم ققال له كن فيكون﴾ وحاج اليهود والنصارى فقال سبحانه: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء