سورة بني إسرائيل
فيها آية واحدة من النسخ، وهي قوله تعالى: ﴿ربك أعلم بك إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم، وما أرسلناك عليهم وكيلا﴾ وقد تقدم معناها في الأنعام وغيرها.
ذكر ما فيها من التخصيص: وهي ست آيات:
الآية الأولى قوله تعالى: ﴿وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ قال بعضهم هذا منسوخ في الكفار، والصواب أنه مخصوص فيمن كفر مأمور به فيمن آمن حسب ما سبق بيانه في سورة براءة وغيرها.
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن﴾ تقدمت.
الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا﴾ يعني في قول السدي يسأل عن العهد ثم يدخل الجنة، حتى نسخها قوله تعالى: ﴿إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة﴾ الآية.
قال القاضي محمد بن العربي:
هذا باطل من وجهين: إحدهما أن قوله تعالى: ﴿إن العهد كان مسؤولا﴾ عنه لا يمنع إذا سئل عنه أن يعفي أو يعاقب، ثم جاء العقاب فكان بيانا لمسكوت عنه.
الثاني: أن قوله: (يسأل عن العهد ثم يدخل الجنة، كذلك يقال بعد نزول الوعيد) لا يكلمه الله ولا ينظر إليه وله عذاب أليم ثم يدخل الجنة. وهذا واضح لمن تأمله والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon