إعراب الاستعاذة (١)
أَصْلُ (استعاذةٍ): استعواذٌ، فَأُلْقِيَتْ حركةُ الواوِ على العين، وقُلبت الواو ألفًا، فاجتمعت ألفان، فحُذفت إحداهما لالتقاء الساكنين، قيل: الأولى، وقيل: الثانية، والهاء عِوَضٌ من المحذوف.
والاستعاذة: استدعاءُ عِصْمَةِ الله سبحانه، واستجارةٌ به من هَمَزات الشياطين، بِدَلالة قوله: (وَقُل ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾ (٢).
وأصل (أَعُوذُ): أَعْوُذُ، على وزن (أَفْعُلُ)، كأَدْخُلُ، فنُقلت الحركة من العين إلى الفاء، فَسَكَنَتْ كما سَكَنَتْ في الماضي بأن صارت إلى الألف.
وليس قول من قال: استُثقلت الضمة في (٣) الواو فنُقلت إلى العين (٤)، وجَعَلَ الإعلالَ فيه أصلًا بنفسه، بمستقيم؛ لأجل أن حرف العلة قد سَكَنَ ما قبله فيه، والحركة في حرف اللين لا تُستثقل عند سكون ما قبله، وإنما هذا
(٢) سورة المؤمنون، الآية: ٩٧.
(٣) في (ط): على. وما أثبته من الجميع.
(٤) قاله ابن خالويه في "إعراب ثلاثين سورة"/ ٣/، والعكبري في "التبيان" ١/ ٢، وانظر الدر المصون ١/ ٧ - ٨. والممتع ٢/ ٤٤٨.