إعراب سُوَرَةِ هُود - عليه السلام -

بِسمِ اللَّهِ الرَّحَمنِ الرَّحيمِ

إن جعلت (هودًا) اسمًا للسورة لم تصرفه عند صاحب الكتاب - رحمه الله - للتعريف والتأنيث، كامرأة سميتها بزيدٍ أو عمروٍ (١). وأما على مذهب عيسى بن عمر فأنت مخير فيه: إن صرفته فلسكون أوسطه كهند وجُمْل، وإن لم تصرفه فللعلة المذكورة آنفًا (٢).
وإن جعلته على حذف المضاف وأردت سورة هود، فالصرف ليس إلّا؛ لأن فيه التعريف فقط لكونه عربيًا، تقول: هذه هودٌ، تريد: هذه سورة هود. قال صاحب الكتاب: والدليل على هذا أنك تقول: هذه الرحمن، فلولا أنك تريد سورة الرحمن ما قلت: هذه (٣).
﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿الر﴾ اختلف فيه:
فقيل: اسم لهذه السورة، وقيل: اسم للقرآن (٤).
وقوله: ﴿كِتَابٌ﴾، لك أن ترفعه على إضمار مبتدأ، أي: هذا كتاب، ولك أن ترفعه على خبر ﴿الر﴾ على قول من جعله اسمًا للقرآن، أو اسمًا
(١) الكتاب ٣/ ٢٥٦ و ٣/ ٢٤٢.
(٢) انظر مذهب عيسى بن عمر في إعراب النحاس ٢/ ٧٨. ومشكل مكي ١/ ٣٩٤.
(٣) الكتاب ٣/ ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٤) تقدم هذا التفسير أول (يونس) أيضًا. وانظر تخريجه أول (البقرة).


الصفحة التالية
Icon