إعراب سُورَةُ مَرْيَمَ - عليها السلام -

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿كهيعص (١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كهيعص﴾ الجمهور من القراء والعرب على فتح أوائل هذه الأحرف، ومن العرب من يضم الهاء والياء فيقول: (ها) (يا) وبه قرأ بعض القراء (١).
وعن الأخفش: أن كل حرف من هذه الأحرف الوقف عليه تام (٢). فجعل كل حرف منها قائمًا بنفسه، يعضده قول من وقف على كل حرف منها وقفة يسيرة، وهو ابن القعقاع (٣)، وهو القياس لأن حروف الهجاء منفصل بعضها من بعض، فالأَولى أن يقصد القارئ الوقف عليها وتمييز بعضها من بعض إعلامًا بأصلها، وإيذانًا بأنها مُقَطَّعة مفصولة.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: الاختيار أن يقف القارئ على آخر الحروف،
(١) هي قراءة الحسن كما في إعراب النحاس ٢/ ٢٩٩. ومختصر الشواذ / ٨٣/. والكشاف ٢/ ٤٠٤. والمحرر الوجيز ١١/ ١١. والمقصود بالضم هنا التفخيم أو الإشمام. وحكى ابن عطية عن أبي عمرو الداني أن معنى الضم في الهاء والياء إشباع التفخيم وليس بالضم الخالص الذي يوجب القلب. وانظر معاني الزجاج ٣/ ٣١٧. وإعراب النحاس ٢/ ٣٠٠.
(٢) انظر معاني الأخفش ١/ ١٩. وهو قول سيبويه ٣/ ٢٦٥.
(٣) انظر مذهب أبي جعفر بن القعقاع في السكت على حروف الهجاء: النشر ١/ ٤٢٤ - ٤٢٥. وانظر قراءته هنا في المحتسب ٢/ ٣٦. والمحرر الوجيز ١١/ ١٢. والتفسير الكبير ٢١/ ١٥٢.


الصفحة التالية
Icon