إعراب سُوْرَةُ العَنْكَبُوتِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢)﴾:قوله عز وجل: ﴿الم﴾ قد ذكرتُ فيما سلف من الكتاب ما يصلح أن يكون ها هنا، غير أنه هنا منقطع عما بعده، لأن وقوع الاستفهام بعده يدل على انقطاعه واستقلال الكلام الذي يتبعه دونه، وهو قوله: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا﴾، فقوله: ﴿أَنْ يُتْرَكُوا﴾ (أن) وما اتصل بها سدت مسد مفعولي الحسبان عند صاحب الكتاب.
وقوله: ﴿أَنْ يَقُولُوا﴾ في موضع نصب على حذف الجار وإيصال الفعل وهو ﴿أَنْ يُتْرَكُوا﴾، أي: بأن يقولوا، أو لأن يقولوا. وقد جوز أبو إسحاق أن يكون معمول الحسبان، على أن يكون بدلًا من قوله: ﴿أَنْ يُتْرَكُوا﴾، كأنه قيل: أحسبوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (١)؟ وأنكر أبو علي البدل وقال: هذا غلط لخروجه عن أقسام البدل، ألا ترى أنه ليس ببدل كل، ولا بعض، ولا اشتمال، انتهى كلامه (٢).
وقوله: ﴿وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ الواو للحال، أي: غير مفتونين، والفتنة: الابتلاء والامتحان.
(١) معاني الزجاج ٤/ ١٥٩ - ١٦٠. وهو للفراء ٢/ ٣١٤ قبله.
(٢) انظر كلامه أيضًا في البيان ٢/ ٢٤١.
(٢) انظر كلامه أيضًا في البيان ٢/ ٢٤١.