إعراب سُوْرَةُ الرُّومِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ الجمهور على ضم الغين وكسر اللام على البناء للمفعول، أي: غَلَبَتْ فارس الرومَ ثم غُلِبَتِ الرومُ، فالروم هم المغلوبون، وقرئ: (غَلَبَتِ الروم) (١)، بفتح الغين واللام على البناء للفاعل، على أنهم هم الغالبون.
وقوله: ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ﴾ الجمهور على فتح اللام، وقرئ: (غلْبهم) بإسكانها (٢)، وهما مصدران بمعنى، كالسلْب والحلْب والجلْب، يقال: غَلَبَه يغلبه غَلَبًا وغَلْبًا وغَلَبَةً، وإذا أضافوا حذفوا التاء فقالوا: غَلْبُ فلانٍ، فإذا لَمْ يضيفوا قالوا: غَلَبَهُ غَلَبَةً. ونظيره: إقامة، وفي التنزيل: ﴿وَإِقَامِ الصَّلَاةِ﴾ (٣) ولو لَمْ تُضف لقيل: إقامة.
(١) قرأها عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -. انظر معاني الفراء ٢/ ٣١٩. وجامع البيان ٢١/ ١٦. ومعاني النحاس ٥/ ٢٤٣ وإعرابه ٢/ ٥٧٧. وفي مختصر الشواذ / ١١٦/ أنها قراءة النبي - ﷺ -، وعلي - رضي الله عنه -. وانظر المحرر ١٢/ ٢٤١.
(٢) نسبها ابن عطية ٢/ ٢٤٢ إلى ابن عمر - رضي الله عنهما -. ونسبها ابن الجوزي ٦/ ٢٨٨ إلى أبي الدرداء رضي الله عنه، وأبي رجاء، وعكرمة، والأعمش. ونسبها القرطبي ١٤/ ٦ إلى أبي حيوة، وابن السميفع.
(٣) سورة النور، الآية: ٣٧.


الصفحة التالية
Icon