إِعراب سُوْرَةُ القَمَر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا سحر مستمر، أي: قوي شديد، من المِرّةِ وهي القوة، على معنى: أنه يعلو كل سحر.
وقوله: ﴿وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾ الجمهور على رفع قوله: ﴿مُسْتَقِرٌّ﴾، وهو خبر عن ﴿كُلُّ﴾: وكل أمر قدره الله جل ذكره مستقر على ما قدره.
وقرأ ابن القعقاع: (مُسْتَقِرٍّ) بالجر (١) على النعت لأمر، ورفع قوله: ﴿كُلُّ﴾ على هذه إما على الابتداء وخبره محذوف، أي: وكل أمر مستقر آت لا محالة، أو كائن في اللوح المحفوظ، وإما على الفاعلية عطفًا على الساعة، أي: اقتربت الساعة وكلُّ أمر مستقر، على معنى: قرب ودنا قيام الساعة، وقرب ودنا استقرار الأمور يوم القيامة، من حصول أهل الجنة في الجنة، وحصول أهل النار في النار، أو في الدنيا، لأن الشيء إذا انتهى إلى
(١) من المتواتر له وحده. انظر المبسوط / ٤٢١/. والنشر ٢/ ٣٨٠. والإتحاف ٢/ ٥٠٥.


الصفحة التالية
Icon