إعراب سُورَةِ المَاعُونِ (١)
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣)﴾:قوله عز وجل: ﴿أَرَأَيْتَ﴾ يجوز أن تكون الرؤية هنا بمعنى العرفان فيتعدى إلى مفعول واحد، أي: أعرفت الذي يكذب بالجزاء؟ وأن تكون بمعنى العلم فيتعدى إلى مفعولين، الثاني محذوف، والتقدير: أرأيت الذي يكذب بالدين أمصيب هو أم مخطئ؟ أو: أليس مستحقًا عذاب الله؟
وقوله: ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾ إتيان الفاء هنا يدل على أن الدَّعَّ سببه التكذيب، أي: لتكذيبه بالدين يدفع المسكين عن حقه، يقال: دَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعًّا، إذا دفعه دفعًا عنيفًا، قاله الزمخشري (٢):
والمعنى: الذي يكذب بالجزاء من هو؟ إنْ لم تعرفه فذلك الذي يكذب بالجزاء هو الذي يدع اليتيم.
والجمهور على ضم الدال وتشديد العين، وقرئ: (يَدَعُ) بفتح الدال
(١) في (ج) سورة الدين.
(٢) الكشاف ٤/ ٢٣٦.
(٢) الكشاف ٤/ ٢٣٦.