إعراب سُورَةِ الإخلَاصِ

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (هو) فيه وجهان:
أحدهما: ﴿هُوَ﴾ ضمير الشأن والأمر، وقوله: ﴿اللَّهُ﴾ مبتدأ، و ﴿أَحَدٌ﴾ خبره، وكلاهما خبر ﴿هُوَ﴾؛ كما تقول: هو زيد منطلق، كأنه قيل: الشأن أو الأمر هذا، وهو أن الله واحد لا ثاني له.
والثاني: ﴿هُوَ﴾ كناية عن الله جل ذكره، لما رُوي أن المشركين قالوا لرسول الله - ﷺ -: صف لنا ربك الذي تدعونا إليه وانسبه لنا. فنزلت (١)، أي: المسؤول عنه هو الله أحد، فـ ﴿هُوَ﴾ مبتدأ، وقوله: ﴿اللَّهُ﴾ خبره، و ﴿أَحَدٌ﴾ بدل من قوله: ﴿اللَّهُ﴾، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أحد، و ﴿اللَّهُ﴾ بدل من ﴿هُوَ﴾، و ﴿أَحَدٌ﴾ خبر ﴿هُوَ﴾.
و﴿أَحَدٌ﴾: بمعنى واحد، وأصله: وَحَدٌ، قلبت الواو همزة كما قلبت في أَنَاة، وأصلها: وَنَاةٌ، من وَنَى يني وَنْيًا ووَناءً، إذا فتر، وهذا مسموع في أحرف قليلة وليس بمطرد كالمضمومة والمكسورة. وقيل: الهمزة
(١) انظر جامع البيان ٣٠/ ٣٤٢. ومعالم التنزيل ٤/ ٥٤٤. وزاد المسير ٩/ ٢٦٥ - ٢٦٦.


الصفحة التالية
Icon