٢ - سورة البقرة
هذه السورة العظيمة مدنية كلها بلا خلاف، وهي من أوائِل ما نزل في المدينة. وقيل: إن قوله جل ثناؤه: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ هو آخر ما نزل من القرآن وذلك قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بأيام. وكذلك آيات الربا هي من آخر ما نزل.
قال بعضهم: وهي -أي سورة البقرة- مشتملة على ألف خبر وألف أمر وألف نهي. وقيل إنها مكونة من (٢٥٥٠٠) حرفًا موزعة على (٦٢٢١) كلمة، في (٢٨٧) آية.
أخرج الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه: [أنه رمى الجمرة من بطن الوادي فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ثم قال: هذا مقام من أنزلت عليه سورة البقرة] (١).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (نزلت بالمدينة سورة البقرة) - ذكره ابن جرير.
ولقد اشتملت هذه السورة العظيمة على أبواب كثيرة من الخير، وجمعت من العلم الشيء الوفير، وثبت في الصحيحين أنه قرأ بها صلوات الله وسلامه عليه وبسورتي آل عمران والنساء في ركعة واحدة من الليل.
ففي صحيح الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: [صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركعُ عند المئة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة