تعلمتَ العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه حتى ألقِيَ في النار، ورجلٌ وسَّعَ الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتِيَ به فعرَّفه نِعَمَهُ فَعَرَفها، قال: فما عمِلْتَ فيها؟ قال: ما تَركْتُ من سبيل تحِبُّ أن يُنْفَقَ فيها إلا أَنْفَقْتُ فيها لك، قال: كَذَبْتَ، ولكنَّك فعلْتَ ليُقال هو جَوادٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فَسُحِبَ على وجهه، ثم أُلقيَ في النار] (١).
٢ - أخرج أبو داود في السنن، بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [من تَعَلَّمَ علمًا مما يُبتغى به وجْهُ الله، لا يتعلَّمه إلا ليصيبَ به عَرَضًا من الدنيا لم يُرَحْ رائحةَ الجنَّةَ يومَ القيامة].
وفي لفظ: [لم يَجِدْ عَرْفَ الجنة يوم القيامة] (٢) يعني ريحها.
٣ - أخرج الترمذي عن كعبِ بن مالك قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء (٣)، ويصرفَ به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار] (٤).
وله شاهد عن ابن ماجة من حديث ابن عمر بلفظ. [من طلب العلم ليُباهيَ به العلماءَ، أو ليماريَ به السفهاءَ، أو ليصرفَ به وجوهَ الناس إليه فهو في النار].
وشاهد آخر عند الحاكم وابن ماجة وابن حبان من حديث جابر بلفظ: [لا تعلموا العلمَ لِتُباهوا به العلماء، ولا تُماروا به السفهاءَ، ولا تَخَيَّروا (٥) به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار] (٦).
٤ - أخرج عبد الرزاق في المصَنَّف، والدارمي والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (كيف بكم إذا لَبِسَتْكُم فتنة، يربو فيها الصغير، ويهرَمُ فيها الكبير، وتُتَّخَذُ سنة، فإن غُيِّرَتْ يومًا قيلَ: هذا منكر! قيل: ومتى ذلك؟ قال: إذا قَلَّتْ
(٢) حديث صحيح. انظر سنن أبي داود (٣٦٦٤)، وصححه الألباني في الترغيب (١/ ١٠٠).
(٣) أي يجادل به ضعفاء العقول.
(٤) حديث صحيح. انظر صحيح سنن الترمذي - حديث رقم - (٢١٣٨)، وصحيح الجامع (٦٢٥٩)، وكذلك (٦٢٥٨) للشاهد بعده، وإسناده حسن.
(٥) "ولا تخيروا" أي: لتقصدوا خير المجالس وأفضلها.
(٦) حديث صحيح. أخرجه الحاكم (١/ ٨٦)، وصححه الألباني في الترغيب (١/ ١٠٢).