والباقون يختلسون (١) الضمة والكسرة في حال الوصل فيما تقدم، وكلهم يصل المكسورة بياء، والمضمومة بواو إذا تحرّك ما قبلها حيث (٢) وقع، وبالله التوفيق.
باب ذكر المدّ والقصر (٣)
اعلم: أن الهمزة إذا كانت مع حرف المدّ واللين في كلمة واحدة سواء توسطت أو تطرفت؛ فلا خلاف بينهم في تمكين حرف المد زيادة، وذلك نحو قوله - عز وجل - (٤): ﴿أُولَئِكَ﴾، و ﴿شَاءَ اللَّهُ﴾، و ﴿الْمَلَائِكَةِ﴾،
_________
(١) قال المالقي: "يريد بالاختلاس: النطق بالحركة مجردة من الصلة، والاختلاس: سرعة الحركة، وبهذا المعنى يستعمله القرّاء". الدر النثير ٢/ ٢٠٠.
(٢) انظر: النشر ١/ ٣٠٤، والسبعة ص ١٢٨، والتذكرة ١/ ٩٥، وجامع البيان ل ٧٣، والإقناع ص ٣٠٩، والموضح ١/ ٢٣٧، وإبراز المعاني ١/ ٣٠٦، والدر النثير ٢/ ١٩٥.
(٣) ذكر هذا الباب لمناسبة قوله: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ) البقرة: ٤، والمد في اللغة: الزيادة، ومنه المدّة، أي: الزيادة المتصلة، ويطلق على الجرّ. انظر: مختار الصحاح ص ٤٥١، والمفردات للراغب ص ٧٦٣. والمدّ في هذا الباب "هو عبارة عن زيادة مطّ في حرف المدّ على المد الطبيعي، وهو الذي لا يقوم ذات حرف دونه. والقصر في اللغة: خلاف المدّ، ويأتي بمعنى الحبس، وقصره على أمر: رده إليه. والقصر في الاصطلاح: عبارة عن ترك الزيادة، وإبقاء المدّ الطبيعي على حاله. انظر: النشر ١/ ٢١٣، وإبراز المعاني ١/ ٣٢٠، والقاموس المحيط ص ٤١٧.
(٤) في (ب): "نحو قوله: ﴿أُولَئِكَ﴾، و ﴿شَاءَ اللَّهُ﴾، و ﴿الْمَلَائِكَةِ﴾، و ﴿يُضِيءُ﴾،
و﴿الْمُسِيءُ﴾، و ﴿وَجِيءَ﴾، ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا﴾، وشبهه.