ولكن توبوا إليَّ أُعَطِّفهم عليكم" (١).
١٣٠ - ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾
وقرأ الأعرج وابن أبي إسحاق: (تَأْتِكُمْ) بالتاء (٢) كقوله: ﴿لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ (٣).
والباقون: بالياء لقوله: ﴿مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ﴾ (٤).
﴿يَقُصُّونَ﴾: يقرءون ﴿عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾: وهو يوم القيامة.
واختلف العلماء في الجن هل أُرسل إليهم منهم رسول أم لا؟
فقال عبيد بن سليمان: سُئِلَ الضحاك عن الجن: هل كان فيهم مؤمن قبل أن يُبعثَ النبي - ﷺ -؟ فقال: ألم تسمع اللهَ يقول: ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾؟ يعني بذلك: رسلاً من الإنس
(١) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨٩٦٢)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" ٢/ ٣٨٨، قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن مالك بن دينار إلا وهبُ بنُ راشد. وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك مرفوعًا. تفزَد به عليُّ بنُ معبدٍ عن وهب بن راشد. وسنده ضعيف جدًّا، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٥/ ٤٤٨: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه وهب بن راشد وهو متروك. وذكر ابن حبان الحديث في "المجروحين" ٣/ ٧٦، وقال في وهب: شيخ يروي عن مالك بن دينار العجائب، لا تحلُّ الرواية عنه، ولا الاحتجاج به. وذكره الدارقطني في "العلل" ٦/ ٢٠٦، وقال: يرويه عن وهب بن راشد، وهو ضعيف جدًّا، متروك، ولا يصح هذا الحديث مرفوعًا.
(٢) "المحرر الوجيز" ٢/ ٣٤٧.
(٣) الأعراف: ٤٣.
(٤) وهذِه القراءة متواترة والأخرى شاذة. "النشر" ٢/ ٢٩٦.
(٢) "المحرر الوجيز" ٢/ ٣٤٧.
(٣) الأعراف: ٤٣.
(٤) وهذِه القراءة متواترة والأخرى شاذة. "النشر" ٢/ ٢٩٦.