٦٧ - قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾
لتهتدوا وتقرّوا (١) وتستريحوا (٢) فيه ﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ مضيئًا (٣) (يُبْصَرُ فيه) (٤)، كقولهم: ليلٌ نائم، وسرٌّ كاتم، وماءٌ دافق، وعيشةٌ راضية (٥)، قال جرير (٦):

لقد لُمتنا يا أمَّ غيلان في السُّرى ونمتِ وما لَيلُ المطِيّ بنَائم
(١) في هامش الأصل: في نسخة: تفرغوا ووضع عليها علامة تصحيح.
(٢) في (ت): وتسرحوا.
(٣) من (ت).
(٤) في (ت): تبصرون فيه.
(٥) قال أبو عبيدة في "المجاز" ١/ ٢٧٩ مبينًا مجاز هذا التعبير: أن العرب وضعوا أشياء من كلامهم في موضع الفاعل، والمعنى أنَّه مفعول؛ لأنه ظرف فعل فيه غيره، لأن النهار لا يُبصِر، ولكنه يُبصِر فيه الَّذي ينظر، وفي القرآن: ﴿فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ وإنما يرضى بها الَّذي يعيش فيها. ونحو هذا المعنى في "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٣٩ - ١٤٠.
(٦) في "ديوانه" (ص ٤٥٤)، "الكتاب" لسيبويه ١/ ١٦٠، "خزانة الأدب" للبغدادي ١/ ٤٦٥، ٨/ ٢٠٢، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٧٩، "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٤٠، وبلا نسبة في "المحتسب" لابن جني ٢/ ١٨٤، "المقتضب" للمبرد ٣/ ١٠٥، ٤/ ٣٣١، "الأمالي" لابن الشجري ١/ ٥٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٣٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٨٤، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٢٣٧.
والشاهد منه ما قاله الطبري: فأضاف (النوم) إلى (الليل) ووصفه به، ومعناه: نفسه أنَّه لم يكن نائمًا فيه هو ولا بعيره.


الصفحة التالية
Icon